انطلاق المؤتمر الدولي الـ19 لجامعة أكادير الصيفية حول الأمازيغية والجيوثقافة بين أفريقيا والمتوسط

أكادير: موسى محراز الأحد 06 يوليو 2025

شهدت القاعة الكبرى للندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس ماسة، بعد عصر يوم السبت 5 يوليوز 2025، انطلاق أشغال المؤتمر العلمي الدولي 19 لجامعة أكادير الصيفية في موضوع " الأمازيغية والجيوثقافية: بين التوسع الأفريقي والتأثير المتوسطي" باكادير.

الجلسة الافتتاحية التي ترأسها رئيس الجمعية الأستاذ الباحث رشيد الحاحي، عرفت حضور عدد من الباحثين والأستاذة المهتمين وممثلين عن المجتمع المدني، وساهم في تنشيط الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور الباحث أحمد صابر وموضوع المداخلة " الامتداد الثقافي الامازيغي وديناميته فيما وراء المحيط الأطلسي في القرن الأول والقرن 16 "، آنا ماريا دي تولا، رئيسة مركز الدراسات الأمازيغية بجامعة نابوليلورينتال، إيطاليا،في موضوع " الشفهية والبيئة والطقوس الجنائزية الأمازيغية في المغرب: النقل والحماية رقمي "، واخيرا يوسف بوكبوت عالم آثار بالمعهد الوطني للآثار والتراث بالرباط وموضوع المداخلة " الأبحاث الاكتشافات الأثرية ودورها في ابراز تاريخ المغرب ورد الاعتبار للمكون المحلي "، كما عرفت الجلسة إلقاء كلمات بالمناسبة تناوب خلاها كل من نائبة رئيس الجامعة الصيفية لاكادير الدكتورة مليكة بوطالب، الأستاذة سناء الحميدي نيابة عن رئيس المجلس الجماعي لاكادير ثم كلمة رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس.

ويهدف المؤتمر الدولي لجامعة أكادير الصفية في نسخة 19 إلى تقديم رؤى علمية متعددة التخصصات تغطي الأبعاد التاريخية واللغوية والأنثروبولوجية والاجتماعية والفنية، بهدف تقديم رؤية متكاملة لمكانة الهوية الأمازيغية ومستقبلها في المشهد الأفريقي والمتوسطي، وفي ظل التحولات الراهنة، علما وأن الأمازيغية تعتبر من أقدم اللغات والثقافات في شمال أفريقيا. وقد لعبت على مر القرون دورًا أساسيًا في التفاعل الحضاري بين أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط. وقد لعب الأمازيغ، في سياقهم الجغرافي والتاريخي، دورًا محوريًا في مجرى الأحداث وفي التطور الثقافي والاقتصادي والسياسي، مما جعلهم حلقة وصل بين المنطقتين الأفريقية والمتوسطية، وكذلك بين الشرق والغرب.

وعلى مر التاريخ، تأثرت المجتمعات والثقافة الأمازيغية، وأثرت بدورها، في مختلف الثقافات والحضارات التي تفاعلت معها. بدءاً من الحضارات الفرعونية والقرطاجية والرومانية، مروراً بالعصور الوسطى التي لعب فيها الأمازيغ دوراً محورياً في الحركات السياسية والدينية والفكرية، وصولاً إلى العصر الحديث الذي شهد تحولات عميقة على المستويات السياسية والاجتماعية واللغوية والهوياتية والثقافية.

يُشكل البعد الجغرافي الثقافي للأمازيغية مدخلاً هاماً لدراسة النطاق الحضاري والثقافي للمغرب وشعوب شمال أفريقيا، فضلاً عن علاقاتها ببيئتها الأفريقية والمتوسطية. فهو يُشكل هويتها وخصائصها الإقليمية والثقافية، مُبرزاً أهمية هذه العلاقة في مختلف المجالات الواقعية، كالإطار الفكري والإنساني، واللغات، والعادات، والفنون، والعمارة، والتقاليد الاجتماعية، والممارسات الرمزية، والقيم. علاوة على ذلك، لعبت السياسات الثقافية واللغوية في المنطقة دورًا في تحديد مكانة الأمازيغية في هذا المجال ضمن المشهدين الأفريقي والمتوسطي، سواء من خلال تهميشها وتقييد انتشارها، أو من خلال تعزيزها وتنشيطها وتفعيل أدوارها.

في ظل التحديات الراهنة، ولا سيما العولمة والتحولات الجيوسياسية، مما يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل الأمازيغية، وقدرتها على الحفاظ على مقوماتها، وتعزيز مكانتها وأدوارها المستقبلية في مواجهة التأثيرات والتحولات الإقليمية. وبفضل موقعها الاستراتيجي بين أفريقيا جنوب الصحراء والضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، يهدف هذا المؤتمر إلى إبراز مكانة الأمازيغية في هذا الفضاء الجغرافي والثقافي الشاسع، ودراسة آليات التفاعل بين التوسع الأفريقي والتأثير المتوسطي، بالإضافة إلى التحديات والإمكانات المستقبلية.