رضوان الرمضاني يكتب عن أحداث ليلة "عاشوراء" في سلا: ابدا ليس "طوطو" ولكنهم مروجو خطاب التحريض والكراهية

بقلم: رضوان الرمضاني الأحد 06 يوليو 2025
515013360_1874273989810979_2560896537507694631_n
515013360_1874273989810979_2560896537507694631_n

هناك من يدعي الاستغراب من الممارسات المنحرفة والعنيفة، بمناسبة أو بدون مناسبة، لعدد كبير من المراهقين.

آخر واقعة شهدتها مدينة سلا. وقد خرج بعض المجتهدين، بسرعة السطحيين، لتوزيع الاتهامات والمسؤوليات يمينا وشمالا، كما جرت العادة.

وتحميل المسؤوليات، بهذه السطحية، لا يعني إلا هروبا من المسؤولية، واستكانة إلى شيء من الكسل، بل تعسفا على الحقيقة المرة.

وأغربُ ما قيل في هذه الواقعة: "هذه نتيجة تقديم طوطو كنموذج"، وقد نظَّر لها بعضٌ ممن يفترض أنهم حكماء، مثل السيد أحمد الريسوني.

وفي هذه الدفع كثير من التجني والتخربيق، أولا لأنه لا أحد قدم طوطو كنموذج للشباب المغربي، بل قال المدافعون عنه إنه يمثل جيلا جديدا من المغاربة، ينبغي الاعتراف به والإنصات إليه واحترامه، فهو جيل يوجد في كل بيت مغربي (تقريبا)، إلا إذا كان البعض باغي يدرق الشمس بالغربال.

زد على هذا، هناك إصرار على تصوير المعجبين بطوطو (نموذجا) على أنهم جماعات من المنحرفين، وهذا غير صحيح إطلاقا، وهو ليس إلا هروبا وتهربا من الواقع.

العنف والانحراف والتمرد حقيقة لا هروب منها. عنف في الكرة، وعنف في السياسة، وعنف في أوساط الدعوة، بل إن العنف اللفظي وتخسار الهضرة انتقل حتى إلى الدفاع عن الدين!

وما على من ينكر هذا الأمر إلا أن يتجول افتراضيا بين حسابات السوشيال ميديا ليكتشف ما يرفض الاعتراف به.

مثلا، يوم خرج آلاف التلاميذ يسبون سعد الدين العثماني من الصمطة للتحت هل كان طوطو هو السبب؟

ويوم اعتدى مراهق على شابة بتنورة في طنجة، وخرجت الأغلبية في الساحات الافتراضية تتعاطف معه، وتدافع عنه بمنطق أخلاقي، كان طوطو هو السبب؟

الشغب الذي يتكرر في الملاعب طوطو هو السبب؟

حين يُعلن عن تفكيك خلية إرها.بية ويخرج الساخرون والمشككون، طوطو هو السبب؟

باراكا من الهروب من الواقع.

باراكا من ادعاء المثالية.

هذا جيل يشرب "أخلاقه" من مجتمع يرفض الاعتراف بالحقيقة.

والحقيقة هي أن الدفاع عن الأخلاق لا يكون بقلة أخلاق.

يا ريت كان طوطو هو السبب كنا نمشيو عندو نقولو ليه رجع اللور وخلي لنا مجتمع الملائكة يستمر.

خاصنا نشوفو وجهنا (الجماعي) فالمراية.