في كلمة ملهمة أمام نخبة من المسؤولين، الأطباء، الباحثين والأكاديميين، خلال فعاليات أحد أهم المعارض الوطنية في القطاع الصحي (المعرض الدولي للصحة) الذي التأمت فعالياته بالدارالبيضاء، ألقى مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، خطابًا صادقًا ومعبّرًا، رسم فيه ملامح الأمل والتحدي والاعتزاز بمسار المغرب في المجال الصحي والعلمي.
ورغم تواضعه المُعلن في بداية كلمته، حيث أقر بأنه "ليس طبيبًا ولا أستاذًا ولا عالمًا"، فإن حديثه اختصر ببراعة جوهر ما يجب أن يُقال: «المغرب اليوم ليس مجرد متابع لما يحدث في العالم، بل أصبح فاعلًا ومنتجًا، بل ومتفوقًا في مجالات عديدة، على رأسها الابتكار الطبي والتكنولوجي».
واعتبر مستشار جلالة الملك «أندري أزولاي» أن هذا المعرض «يشكل نقلة نوعية في تنسيق الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الفاعلين في سلسلة الصحة، من باحثين وأطباء وصناعيين وصناع قرار». وهو، حسب قوله، «فرصة ثمينة لتقييم موقع المغرب على خارطة الصحة العالمية، من خلال الاحتكاك المباشر وتبادل التجارب والنجاحات وحتى الإخفاقات».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ومن أبرز النقاط التي تطرق إليها أندري أزولاي، المكانة المركزية التي يحتلها قطاع الصحة داخل مؤسسة علوم الهندسة التي يرأسها، حيث تُعطى الأولوية للبحث العلمي ودعم الكفاءات الشابة المغربية، التي أثبتت أنها قادرة على المنافسة عالميًا في مجالات دقيقة كالهندسة الحيوية والذكاء الاصطناعي.
وفي إشارة قوية إلى التحولات الذهنية المطلوبة لمواكبة هذه الدينامية، قال أزولاي: «حررنا أراضينا، ولكن لم نحرر عقولنا كليًا بعد، ولا نزال نجد صعوبة في تقبل فكرة أننا أبطال». وهي دعوة واضحة لتجاوز عقد النقص والتشكيك الذاتي، والاعتراف بأن المغاربة قادرون على التفوق، ليس فقط داخل الوطن، بل على الصعيد الدولي أيضًا.
وذكّر مستشار جلالة الملك الحضور بالدروس الكبرى التي حملتها أزمة كوفيد، والتي أظهرت ـ بحسبه ـ أن المغرب واجه التحديات بكفاءة تُضاهي، وأحيانًا تفوق، كبريات الدول. وهو ما يعكس عمق التحول الذي يشهده المغرب في بنية مؤسساته الصحية، ووعي نخبه الأكاديمية بضرورة الربط بين التكنولوجيا والتكوين والتعليم.
وختم أندري أزولاي كلمته بالدعوة إلى بناء شبكات تعاون قوية بين الفاعلين، وعدم الاكتفاء بلقاءات المناسبات، بل دعا إلى جعل مثل هذه التظاهرات نقطة انطلاق لتبادل دائم ومستمر، يُمكّن المغرب من التقدم بخطى واثقة نحو مستقبل صحي، علمي، وتكنولوجي أفضل، مؤكدا أنها «لحظة فخر وتفكير... ووقتٌ للعمل بثقة في النفس، لأننا ببساطة قادرون» يقول مستشار جلالة الملك.