بنكيران.. المرشد الزائف‎ ‎

أحداث. أنفو الاثنين 07 يوليو 2025
بنكيران-750x430
بنكيران-750x430

قد يبدو مجرد تلاعب بالألفاظ - لكنه، في الحقيقة، ناقوس خطر‎.‎

رجل يتوهم أنه ضمير الأمة، وواعظها، ومنقذها‎.‎

رجل نسي - أو تناسى - أن المغرب ليس خشبة مسرح، بل وطن للكرامة، والاستقرار، والمؤسسات الراسخة‎.‎

كلا، المغرب ليس إيران‎.‎

فما يملكه المغرب هو مرجعية دينية شرعية، ضاربة بجذورها في عمق التاريخ: إمارة المؤمنين‎.‎

مرجعية تجسد إسلاما معتدلا، متسامحا، منفتحا على العالم، وفيا لهويته المغربية الأصيلة‎.‎

وتحيط بها مؤسسة علمية رفيعة، هي المجلس العلمي الأعلى، الذي يجمع بين العلماء والفقهاء والحكماء - لا يتكلمون ليقصوا أو يهيمنوا، بل ليضيئوا الطريق ‏بالحكمة والرشد‎.‎

وأنت… من تكون؟

من تكون لتوزع شهادات الولاء لهذا الوطن؟

من خولك أن تصنف المغاربة إلى أوفياء وخونة؟

من منحك حق احتكار الوطنية، وكأن الانتماء إلى المغرب مرهون برضاك؟

تتحدث وكأنك الناطق الرسمي باسم الدين‎.‎

لكن من نصبك إماما على الضمائر؟

من أنت لتوزع صكوك الانتماء العقائدي؟

لتدين النوايا، وتملي المعتقدات، وتجيش العواطف لخدمة أجندتك الشخصية؟

من أنت لتخاطب نساء المغرب باحتقار، وتقول لهن إن من لم تتزوج ستنتهي كـ«اللقالق»؟

من أنت لتختزل طموحات المرأة في الطاعة والانتظار؟

لا، نساء المغرب لسن في انتظار أحد‎.‎

إنهن يصنعن، يقررن، ويبنين‎.‎

لا يحتجن إلى نظراتك الساخرة، ولا إلى مباركتك ليعشن حرات شامخات‎.‎

ومن أنت لتخاطب المؤسسة العسكرية؟

القوات المسلحة الملكية مؤسسة سيادية، تخدم الوطن، وتصون سيادته، وتدافع عن سلامته ووحدته تحت قيادة، القائد العام، صاحب الجلالة‎.‎

وكعادتك، كلما تجاوزت الخطوط الحمراء، احتميت بالمؤسسة الملكية‎.‎

تحاول طمأنة أنصارك، وتبرير انزلاقاتك، وكأن العرش بحاجة إليك ليواجه الغرب‎.‎

كذب‎.‎

تضليل‎.‎

انتهازية‎.‎

أنت لست حصنا‎.‎

أنت لست بوصلة‎.‎

أنت لست صوت وحدة‎.‎

أنت رجل مهووس بالسلطة على حساب الحقيقة‎.‎

رجل يغير خطابه بحسب الرياح‎.‎

رجل يشهر، ويخون، ويفرق- بدل أن يبني ويجمع‎.‎

رجل ظمآن إلى النفوذ، مستعد للتحالف مع أي كان، ما دمت في مركز المشهد‎.‎

فلنطرح السؤال الجوهري‎:‎

هل هذه هي صورة المغرب التي نريد أن نقدمها للعالم؟

عالم يتغير بسرعة هائلة - عالم العلم، والتكنولوجيا، والحرية، والمسؤولية، والذكاء الاصطناعي‎.‎

هل هذا هو الإرث الذي تنوي أن تخلفه عن حزب أسسه الدكتور عبد الكريم الخطيب؟

حزب ولد من رحم الوطنية، والتواضع، وخدمة الوطن؟

لا‎.‎

المغرب يستحق أفضل‎.‎

المغاربة يستحقون الأفضل‎.‎

نحتاج إلى قادة، لا إلى أدلاء زائفين‎.‎

إلى وضوح، لا إلى شعارات‎.‎

إلى مبدئية، لا إلى نفاق‎.‎

إلى رؤية، لا إلى ضجيج‎.‎

فلنصح‎.‎

ولنخرج من هذا الضباب‎.‎

ولنرفض، مرة واحدة وللأبد، أن نسير خلف مرشد زائف‎.‎