نعم، أصبح للنضال أو لادعاء النضال "شناقة" في البلد، يشترونه بثمن، ويبيعونه بأثمان، ولايتعبون من المزايدة في السعر على الجميع.
ميزة شناقة هاته البضاعة هي أن تخصصهم واسع وشاسع. يفهمون في السلاح وآخر الابتكارات العسكرية. خبرتهم لامثيل لها في عالم المال والأعمال. هم بحر واسع ويم شاسع في المجال السياسي طبعا. ومعارفهم ومداركم في الرياضة لم يصلها أي رياضي في العالمين معا، الفوقي والسفلي. لهم باع طويل في الطب وتجارة الدواء ومداواة كل الأعضاء. أما علمهم في حقوق الإنسان فمصيبة، وأما دراساتهم في السوسيولوجيا وعلوم المجتمع كلها فوصلت درجة مابعدها درجة. ومن أجل بعض الترويح ساعة فساعة عن النفس، هم موسيقارات في الموسيقى، وعباقرة إخراج مسرحي وسينمائي وتلفزيوني.
باختصار، توفر لهاته الفئة من "الشناقة"، ماغاب عن زملائهم في "تشناقت" في المجالات الأخرى، لأنهم متعددو مواهب وتخصصات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
أما الميزة الكبرى المتوفرة لهذا النوع من المزايدين على الجميع في كل شيء، فهي خاصية انعدام الحياء، والتوفر على الاكتفاء الذاتي من الصفاقة و "تخراج العينين" الذي يسمح للمتوفر عليهما أن يواجه البشرية جمعاء بجهله وهو يدعي العلم دون أن يخشى لا الرب ولا عباده الصالحين منهم والطالحين، ودون أن يفكر في تبعات مايقول، لأنه مقتنع أن من يتحدث إليهم لايفهمون شيئا، وهو مؤمن أنه أذكى منهم بكثير، لذلك يسهل النصب عليهم من طرفه في كل المواضيع، وفي جميع الظروف والتقلبات.
كيف السبيل إلى محاربة هذه الفئة من "الشناقة"؟
يجب الاعتراف أن الأمر شاق، وأن الأسرة أولا، أي التربية السوية، ثم المدرسة ثانيا، أي العلم النافع والتعلم المفيد هما الترياقان الوحيدان، ولادواء غيرهما لهذا المرض العضال.
تعرفون الآن الداء، وتعرفون الدواء، بقي لكم أن تقصدوا بعد التشخيص أول صيدلية لإتمام عملية الاقتناء، وترديد دعاء المغاربة في مثيل هاته الحالات: الله يجيب الشفاء.