كشف عبد الرحيم حبيب، رئيس قسم محاربة الجريمة عبر الوطنية بالمديرية العامة للأمن الوطني، عن تفاصيل مثيرة حول مواجهة المغرب لكارتيلات الكوكايين في أمريكا اللاتينية. موضحا في حوار حصري جريدة مع "تيلكيل عربي" تفاصيل تهريب الكوكايين، أساليب المهربين الجديدة، وتأثير تقنين زراعة "الكيف" على مكافحة المخدرات.
التهريب : تحديات كبرى
في السنوات الأخيرة، بات المغرب مستهدفًا من كارتيلات الكوكايين في أمريكا اللاتينية، نظرًا لموقعه الجغرافي الذي يجعله نقطة عبور رئيسية لطرق تهريب المخدرات العالمية.
حيث أوضح حبيب أن المغرب يُستخدم كمنطقة لعبور الكوكايين نحو أوروبا وأفريقيا، وأحيانًا كوجهة للاستهلاك والإنتاج وإعادة التوزيع.
الكوكايين في المغرب: الواقع والأرقام
على الرغم من التحديات، أكد حبيب أن السلطات المغربية تتحكم بشكل جيد في الوضع. يقدر حجم الكوكايين الذي يدخل البلاد شهريًا ببضع كيلوغرامات فقط، ما يعكس قدرة السلطات على الحد من تدفق هذا المخدر. وأشار إلى أن الاستهلاك المحلي للكوكايين يأتي في المرتبة الثانية بين المخدرات في المغرب، مما يعزز استهداف البلاد من قبل الكارتيلات.
مكافحة التهريب: استراتيجيات فعالة
منذ عام 2015، تمكنت الشرطة المغربية من حجز 12.5 طن من الكوكايين عالي التركيز، مما يعادل حوالي 50 طنًا بعد التخفيف الكيميائي. وأكد حبيب أن الطريق البحري هو المسلك الرئيسي لتهريب الكوكايين، حيث تستخدم الحاويات والسفن الكبيرة لتمرير المخدرات.
تقنين "الكيف": تأثيرات متوقعة
ناقش الحوار أيضًا انعكاسات تقنين زراعة "الكيف" في المغرب. أكد حبيب أن التقنين سيسهل عملية مكافحة تهريب القنب الهندي، ويحسن ظروف المزارعين الذين سيحصلون على دخل قانوني ومستدام. وشدد على أن التقنين سيخنق الشبكات الإجرامية التي كانت تستغل المزارعين.
الأقراص المهلوسة : تحت السيطرة
تحدث حبيب عن تجارة واستهلاك الأقراص المهلوسة، مؤكدًا أن الكميات المهربة أكبر بكثير من تلك التي تُصرف بطرق قانونية من الصيدليات. وأوضح أن التصنيع المحلي لهذه الأقراص غير موجود في المغرب، وأن معظمها يأتي من بلجيكا وهولندا.
"البوفا": قصة نجاح في مكافحة المخدرات
تطرق الحوار إلى نجاح المغرب في محاصرة مخدر "البوفا" في مدينة الدار البيضاء. بفضل خطة عمل محكمة وتعاون أمني فعال، تمكنت السلطات من توقيف معظم المروجين، مما جعل هذا المخدر نادر الوجود حاليًا.
التنسيق الدولي: مفتاح النجاح
أبرز حبيب أهمية التنسيق الدولي في مكافحة تهريب المخدرات، مشيرًا إلى تعاون المغرب مع معظم البلدان الأوروبية وأمريكا وبريطانيا. وذكر حادثة القبض على دبلوماسي إفريقي في مطار الدار البيضاء كان يهرب الكوكايين، كدليل على فعالية هذا التعاون.