أفكار آمنة قاتلة .. إصدار جديد يدخل اشرايكي أدب الجريمة

بنزين سكينة السبت 20 أبريل 2024

في ثالث مغامراته الإبداعية، يطرق الكتاب محمد المختار اشرايكي، باب أدب الجريمة في جديده الذي يحمل عنوان " أفكار آمنة قاتلة"، رغبة منه في" تقديم منتوج أدبي مغاير لما عهدت عليه، كما لكوني أحد المعجبين بهذا الصنف الأدبي الذي يستقطب الكثير من هواة القراءة." يقول اشرايكي في تصريح لموقع "أحداث أنفو".

وقد استحضر الكاتب الشاب التحديات التي تعترض مثل هذا الصنف من الكتابات، لكنه اختار طرق باب جديد يتفادى من خلاله النمطية و الرتابة، مشيرا أن "الكتابات كثيرة في أدب الجريمة ولهذا فإن كل من يمسك قلما ليخط ويصور جريمة في اذهان القراء تتملكه منذ البداية مخاوف تتعلق بالوقوع في التشابه ولو الغير المعتمد بداية، ناهيك عن تناول موضوع مستهلك أو قريب من فكرة متداولة مسبقا. وعليه فإن تقديم قصة أصلية وبشاكلة مغايرة لما هو معهود وخصوصا بأسلوب تفاعلي يدغدغ أفكار القارى ويثير زوابعا في عقله يبقى الرهان والتحدي الأكبر." يقول اشرايكي.

وكغيرها من الروايات المنتمية لأدب الجريمة ، تتسم رواية "أفكار آمنة قاتلة" بالغموض عبر صفحاتها التي تدخل القارئ في حيرة من أمره، إلا أن المثير في هذه القصة هو استمرار إحساس الحيرة بعد نهاية فصولها على غير ما هو معتاد، بعد أن اعتمدت بداية القصة على شريط زمني غير اعتيادي يتسم بمخادعة القارئ في أسلوب تشويقي على غير المتوقع، ما يجعل المتتبع لفصول الأحداث ينتظر النهاية المتوقعة التي زرعت بذرتها في مخيلته منذ البداية، ليكشف عن تفاصيل جديدة من شأنها خلق حالة شك وريب كبيران.

ولعل ما ميز هذا العمل الأدبي هو الأسلوب الذي تم اعتماده في سرد الأحداث. بحيث يتم السفر عبر الأزمنة والأمكنة المختلفة دون الخضوع أو احترام أي ترتيب. في حين يبقى الجوهر الذي قدمته الرواية هو القصة المركبة والبطولة المزدوجة للشخصيات الرئيسية. إذ تحتوي القصة الأم على قصة موازية تخدم الحبكة، تستمر الرقعة التي تحتلها في الاتساع الى أن تبلغ حدا تصير عنده بمثابة قصة ثانية كاملة، وهذا هو المولّد والمغذي لكل الغموض الذي تحتوي عليه الرواية.

وتعكس أحداث القصة رغبة الكاتب في التميز واعتماد شاكلة سردية غير نمطية ولا مستهلكة، بعيدا عن التقليد أو الانسياق وراء الأساليب المكررة التي تغمر الحس الإبداعي المجدد للسرد والمنعش له، بعد إمساك الكاتب بخيط الغموض مع تورية خيط النور الذي بمقدرته انتشال القارئ من متاهة النهاية، ما يفتح في وجه القارى نافذة مطلة على عوالم فسيحة من التأويلات التي يتلذذ وهو يختار إحداها ويعززها بأدلة متاحة لجعلها أكثر قابلية للتصديق مقابل فرضيات وتأويلات غيره، والذين بدورهم يتمتعون أيضا بامتلاك كل الأدلة –التلميحات- التي تقوي ما رأوا أنه الأصح.

وتحكي رواية أفكار آمنة قاتلة قصة لقاء وصدفة مريبة جمعت بين شابة مثيرة وكاتب شاب يخرج لتوه من تجربة فشل آخر اصداراته.. حيث سيبرمان بعدها صفقة عجيبة مفادها الاشتراك والتعاون في كتابة قصة تحكيها هي (آمنة) ويخطها هو (مصطفى رياض) بأسلوبه الخاص... قصة تبتدئ بهذا اللقاء الذي ينتهي في داخل دائرة من الشك التي تضع القارئ أمام حيرة إضافية