مجلس المنافسة ينتقد في تقريره حول الكتاب المدرسي جودته ورداءته

5 ناشرين يحتكرون 63 في المائة من الكتاب المدرسي
سعاد شاغل الثلاثاء 03 أكتوبر 2023
No Image

AHDATH.INFO

كشف تقرير مجلس المنافسة عن رأيه حول « سير المنافسة في سير الكتاب المدرسي » عن احتكار 5 ناشرين لأزيد من 63 في المائة من سوق الكتاب المدرسي وذلك منذ عشرين سنة، إذ ظلت حصصهم ثابثة دون أي تغيير.

وأكد التقرير على هذا الاحتكار « يخلق وضعيات ريع حقيقية »، وأن العدد المحدود من الناشرين للكتاب المدرسي، والذي يعتبرونه مجرد منتوج تجاري وليس « أداة بيداغوجية»، وأن هناك مجموعة من الروابط القانونية والاقتصادية بين دور النشر والمطابع والمكتبات .

وفي هذا الصدد، سجل مجلس المنافسة أنه رغم التعدد الظاهر للفاعلين في قطاع إنتاج الكتاب المدرسي، إلا أن مستوى تركيز السوق مازال عاليا، معتبرا أن « الاستنتاجات التي خلص إليها سنة 2009 » ظلت ثابتا ولم يطرأ عليها أي تحول .

ونبه مجلس المنافسة في رأيه إلى أن « النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه هذه السوق، يأتي نتائج عكسية، حيث يرتكز العرض والطلب المدعومان على نحو مصطنع من الأموال العمومية وشبه العمومية ».

وخلص التقرير، إلى أن النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه صناعة الكتاب المدرسي لا يتماشي مطلقا مع الواقع الاقتصادي للسوق ، وأن معدل استهلاك الكتب لكل تلميذ يصل في المتوسط إلى 3 أو 4 كتب في السنة، وأنه تم إنتاج مابين 25 و30 مليون نسخة من الكراسات المبرمجة، وهو إنتاج ضخم يتسبب في إهدار هائل للموارد والمواد والطاقة .

وفي المقابل، أكد التقرير على أن إنتاج الكتاب المدرسي في المغرب لايزال تقليديا، إذ ماتزال تطغى عليه الكراسة الورقية، دون أن تشمل الأدوات المساعدة غلى غرار الأقراص، كما لا توجد في السوق كراسة مدرسية مجهزة بدعامة رقمية تكميلية خلافا لباقي الدول .

وفي هذا الصدد، انتقد التقرير جودة ومحتوى الكتاب المدرسي رغم التطور الكمي إذ ظل « منتوجا تجاريا بسيطا حيث تفوق اعتبارات تكلفة الإنتاج بكثير الاعتبارات المتعلقة بالمحتوى ،وأن حقوق المؤلف التي تكافئ الإنتاج الفكري لمحتوى هذه الكتب لا تتجاوز 8 في المائة من سعر الكتاب المدرسي».

وأشار مجلس المنافسة، في تقريره ، الذي تم إعداده بعد الاستماع لكل من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والناشرين وجمعيات حماية المستهلك ومختلف القطاعات الحكومية إلى « أن أسعار الكتب تم الإبقاء عليها منخفضة بشكل مصطنع وعلى حساب جودتها المادية ومحتوياتها»، وأن «الجودة الرديئة للورق بوزن مقلص بشكل متزايد، متسببا في تحمل تكاليف الصفحات ورسوم توضيحية لا ترقى إلى المعايير».

وسجل التقرير على أن « الكتاب المدرسي لا تُفضي إلى تحمل تكاليف مادية فقط، بل تؤثر سلبا على جودة التعلمات وعلى علاقة التلاميذ بالكتاب»مشيرا إلى أن« الكتب المدرسية أضحت أقل جاذبية بالنسبة للتلاميذ، بل بات بعضهم يشمئز منها، مما يحرمهم بالتالي من التعلمات الأساسية التي يفترض أن توفرها هذه الكتب».