توج مهرجان مكناس للدراما التلفزيونية زميلنا سعيد نافع، رئيس تحرير موقع «أحداث.أنفو»، بجائزة الإبداع الفني ضمن من توجوا في هذه الدورة الأخيرة.
لمن لا يعرف زميلنا نافع، هو واحد من وجوه صحافتنا المغربية الجديدة، وهو رجل على اطلاع واسع، وصاحب ثقافة موسوعية تشرف أي منتسب لميدان الصحافة، وتجعله يشعر بالفخر.
ودعونا نقول، أو دعونا ندعي عن حق أن صحافتنا المغربية تستحق أن ينتسب لها فقط أولئك الذين نقول عنهم في دارج قولنا المغربي وبليغه «اللي قاريين بزاف».
ذلك أن آفة صحافتنا اليوم هي ابتلاؤها فقط بـ«اللي قاريين غير شوية»، وفي الأحايين الأسوأ بـ«اللي ماقاريينش كاع»، لكن يتحدثون، ولا يصمتون.
طبعا هم غير قادرين على الكتابة، وهي الفعل الصنو للقراءة، لكنهم لا يكفون عن الحديث.
لذلك يعتقد جزء مهم، وجاهل، من المغاربة أن هؤلاء الذين يتحدثون كثيرا هم الصحافيون، وهم الصحافة في المغرب.
نحن، عكسهم، نؤمن منذ القديم، أن الأواني الفارغة وحدها تحدث الضجيج الكثير، وأن المليء من السنابل ينحني تواضعا، ولا يدعي.
ولذلك أيضا نحن، وهذا العبد لله شخصيا، والعياذ بالله من الغرور وكل آفاته، فخورون بتتويج زميلنا نافع في مجال الكتابة الإبداعية للتلفزيون، ونعتبر أنه قد حان لكي يتصدر المشهد الفني والثقافي فقط أولئك الذين نصفهم في أدبياتنا العامية بـ«اللي قاريين بزاف».
مبروك صديقي وزميلي سعيد نافع، وشكرا لمكناس، ولمهرحان الدراما التلفزيونية بها، وللصديق والأخ والقريب محمود بلحسن، والعقبى للقادمات، فحل مشاكل هذا المشهد لن يتم إلا بإسلام القياد للمثقفين، وبعدها لن يكون إلا كل خير.