تتبعت بفخر شديد، لا أستطيع - ولاأريد على كل حال - إخفاءهأشغال المنتدى الاقتصادي المغربي - الإسباني، الذي نظمته قبيلالعيد بالعاصمة الإسبانية مدريد، مجموعتنا الإعلامية "غلوبالميديا هولدينغ"، وجريدة "لاراثون" الإسبانية، في مبادرة جديدةتؤكد أن الارتقاء نحو الأعلى هو اختيار يحرك بعضنا في الإعلام المغربي هنا، مثلما يحرك نزوع نحو الأسفل جزءا آخر من الإعلاميريد لنا المزيد من الحضيض، وتلك سنة الله في كل الميادين التي لنتجد لها بديلا، إذ بضدها تعرف الأشياء.هذا المنتدى الاقتصادي الهام عرف التأكيد من طرف الشخصيات الوازنة والمؤثرة التي حضرته، ونحن هنا نتحدث عن التأثير الحقيقي، لا تأثير "الملاغة" المنتشر بين العوام، على أهمية الشراكة المغربية الإسبانية في الاقتصاد وفي غير الاقتصاد.الكل أجمع على أن اللحظة في البلدين البعيدين عن بعضيهما بأقل من 15 كيلومترا، والقريبين من بعضيهماتاريخيا وإنسانيا وحضاريا وسياسيا واجتماعيا ورياضيا، ثم اقتصاديا بطبيعة الحال، هي لحظة ملائمةلتعميق هذه الشراكة التاريخية، ولتجويد مختلف تفاصيلها، ولجعلها درسا في العلاقة "رابح/رابح"، يقدممن طرف إسبانيا والمغرب لبقية دول العالم التي لازالت رهينة النظرة الماضوية الصغيرة (والاستعمارية البائدة لنقلها) التي تعتقد أن كل الدروس لاتأتي إلا من الشمال، وأن كل التلاميذ هم جنوبيون. لا، المغرب أثبت ولايزال أنه يستطيع في مجالات كثيرة التفوق على العديدين شمال وطننا، وإسبانيا التياقتنعت بهذا الأمر سبقت آخرين، مثل فرنسا وغيرها، للتأكيد بذكاء غير غريب على الأندلس، أنها تريدالتعاون لا الاستغلال، وتريد الصداقة لا الاستعلاء، وتريد الشراكة لا تشغيلنا عندها باليوم أو بالشهر أو السنة .هذا المنتدى الاقتصادي الهام الذي نظم في مدريد، ينضاف إلى منتدى اقتصادي هام هو الآخر نظم في مراكش قبيل نهاية السنة الماضية من طرف المجموعة الإعلامية المغربية الرائدة دائما "غلوبال ميدياهولدينغ"، تناول التأثير الاقتصادي الجيد والحسن لاتفاقيات أبراهام، ومكن العديدين من الانتباه إلىالوجه المشرق للإيمان بالتعايش على الجميع في المنطقة الملتهبة التي تسمى الشرق الأوسط، إذا تمكن هذاالجميع من ترك الغباء القاتل جانبا، وتسلح الكل (فلسطينيين وإسرائيليين ومابينهما) بذكاء القدرة على القبول بالآخر كيفما كان لأجل بناء المستقبل المشترك معه.هاته الندوات (والقادم أفضل بحول الله) هي طريقة لقول حب الوطن بطريقة عاقلة وعالمة وعصرية، وهيوسيلة لإظهار "حنة يد" إعلامنا المغربي الذي يضعه الحاقدون في سلة واحدة، ويقصدون عن سبق إصرار سيء ونية أسوء، التغاضي عن المبادرات الجيدة والإيجابية فيه، لكي يتوقفوا بالساعات، بل بالأيام والشهور والسنوات، عند ظواهر سلبية تافهة لاتعني أي شيء، وغرضهم من هذا وضع بيض "ولاد عبدالواحد"، في نفس السلة لكي يقال من طرف من لايعرف إنهم "كلهم واحد".عفوا أيها السادة، ومع احترامنا للجميع، هناك فوارق شتى هذا أوان ظهورها، وهناك فعلا مجموعاتإعلامية مغربية حقيقية، تشتغل وفق استطاعتها الخاصة لكي تقدم النموذج المشرق الذي نقول باستمرار إنإعلامنا المغربي قادر على تقديمه، وتثبت على أرض الميدان أننا إذا أردنا نستطيع الكثير داخل وخارج أرض الوطن.طيب ستقولون لي "شكون شكار العروسة؟" على اعتبار أنني أفخر بالاشتغال تلميذا في هاته المجموعةالإعلامية الرائدة، وشهادتي قد تعد مجروحة أو كالمجروحة في نشاط مجموعتنا هي التي نظمته بشراكة مع الأصدقاء في "لاراثون" (larazon) العريقة.سأرد عليكم بالقول فقط إنني كنت أتمنى أن أرى مواكبة إعلامية كبرى لهذا الحدث من طرف الزملاء الآخرين في المنابر الأخرى تشبه مواكبتهم لبعض الأشياء التي يقولون إنهم يريدون تغطيتها، لكنني لم أجد إلاالقليل.لذلك لابد مما ليس منه بد: عندما نحسن ونتميز ونجد بالمقابل أن الآخرين اغتاظوا من هذا التميز، أو في أحسن الأحوال تجاهلوه، نشهر أقلامنا من أغمادها، ونقول بكل فخر الدنيا والمهنة: نحن ننتمي لمجموعة تريد فعلا الارتقاء بالإعلام في المغرب، مهما قال أو ظن الحاقدون.هل إنتهى؟مؤقتا نعم، لكن الخير أمام بكل تأكيد، ولن ينتهي إطلاقا.