AHDATH.INFO – خاص - حسن حليم
زحل، هبل، اللات!!.. أسماء أوتان وأصنام، ألصقت عنوة على منحوتتين جميلتين ، أبدعتها أيادي فنانين، قاموا بتجسيدها على شجرتين ، ووضعتا وسط الحديقة الموجودة قرب مقر بلدية ابن أحمد، التابعة ترابيا لإقليم سطات، في إطار أنشطة فنية، نظمها المجلس البلدي بشراكة مع المنتدى المغربي للفنانين التشكيليين ، تخللتها عروض فنية ومعارض للوحات تشكيلية، أقيمت داخل البلدية وخارجها.
هذا الموضوع تناولته إحدى المواقع الإلكترونية الموجودة بإقليم سطات بطريقة غريبة، فيها نفحة تكفيرية هستيرية، وكثير من التهويل والتضخيم و البرانويا، حيث اعتبرت هذا العمل الفني الخالص، رجسا من عمل الشيطان (!)، أملته دوافع تسيء للدين الإسلامي (كذا)، مشيرة إلى أن جهات تريد محاربته (!)، شجعت على وضع هذا العمل!!، معتبرة إياه "ظاهرة وثنية، عبارة عن نصب أصنام بساحة جماعة ابن أحمد يمر عليه المواطنون صباحا مساء. النصب الوثني عبارة عن نحت لوجه على خشب شجرة الصنوبر ، يشبه في كثير من نواحي الأشكال البدائية فترة الشرك بالله وعبادة الأصنام". ثم طرح السؤال المصيري الذي يكشف المؤامرة الشنيعة، "فهل الأصنام التي وافق رئيس جماعة ابن أحمد ومجلسه على نصبها بساحة الجماعة في إطار فن التشكيلي لها أهمية كبيرة في تشكيل الوعي بديننا الإسلامي ؟.. ألا تشكل هذه الأصنام شركا بالله ؟"!!..
هذه العبارات التي ضمنت بالموقع الالكتروني المذكور، استفزت ساكنة ابن احمد والفنانين التشكيليين أصحاب العمل الفني، الذين استنكروا هذه الإتهامات الخطيرة و البليدة، وأصدروا بيانا نددوا فيه بهذه الهجمة الشرسة من طرف من أسموهم ببعض "المحسوبين على الصحافة بالمدينة"، الذين هاجموا الأعمال الفنية المنجزة خلال الملتقى الوطني الثامنة للمبدعين الشباب، والتي هي عبارة عن منحوتتين من الخشب أنجزهما الفنانان التشكيليان عبد الحفيظ تقريت والهواري عثمان، تم وضعهما بساحة عمومية من أجل المساهمة في تأثيث فضاءات هذه المدينة.
وأكد المعنيون أن هؤلاء المحسوبون على الصحافة، حاولوا إقحام المنتدى، والمنحوتات المنجزة، في صراع سياسي مع المجلس البلدي ، في شخص رئيسه، "لتصفية حسابات ضيقة، متخذين من المنحوتتين وقودا لهذه الحرب ، عبر إقحام الجانب الديني ، حيت اعتبروا المنحوتتين مجرد أصنام وأوتان!!، وهذا إن دل على شيء، فيدل على أن أفكارهم لم تغادر القرون الوسطى"، وبالتالي فإن المنتدى يطلب من كل غيور على الفن "أن يسانده ويقف إلى جانبه ضد الأفكار الظلامية"، وضد إقحام الفن وتحريمه في الصراعات السياسية.