قافلة “نحتافلوا كاملين”.. جامعة الكرة تشعل حماس المغاربة قبل احتضان “كان 2025”

مبادرة وطنية تجوب القرى والجهات لنقل أجواء البطولة إلى المواطنين وتعزيز الانتماء الكروي
أحداث. أنفو الخميس 27 نوفمبر 2025

تحولت قافلة “نحتافلوا كاملين”، التي أطلقتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى واحدة من أبرز المبادرات المواكِبة لاستعدادات المغرب لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، بعدما نجحت في إشاعة حماس جماهيري واسع داخل المدن والقرى، وجعلت المغاربة يشعرون بأنهم جزء مباشر من هذا الحدث القاري الكبير. القافلة، التي انطلقت قبل أسابيع، لا تقتصر على الترويج للبطولة، بل تحمل رؤية مجتمعية تروم إشراك جميع الفئات، خصوصًا في المناطق التي نادرًا ما تستفيد من الأنشطة الرياضية الكبرى.

وتندرج المبادرة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل “كان 2025” بطولة لكل المغاربة، إذ تعتمد القافلة مقاربة ميدانية تقوم على زيارة ثلاثين قرية وجماعة موزعة على الجهات الاثنتي عشرة للمملكة. وخلال هذه المحطات، يتم تنظيم فقرات متنوعة تشمل مباريات صغيرة، ألعابًا ترفيهية، عروض مهارات كروية، لقاءات مع نجوم سابقين في كرة القدم الوطنية، إضافة إلى فقرات موسيقية وفنية تستقطب الكبار والصغار على حد سواء. هذه الأنشطة خلقت أجواء احتفالية استثنائية، وساهمت في إعادة توزيع متعة كرة القدم خارج المدن الكبرى والملاعب الرسمية.

وتحمل القافلة بعدًا تربويًا واضحًا، إذ تراهن على تقريب قيم الروح الرياضية والانتماء الوطني من الأطفال واليافعين، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية. كما يتم توزيع هدايا رمزية على المشاركين، في مبادرة تهدف إلى تعزيز الارتباط الوجداني بالمنتخب الوطني وتشجيع المواهب الناشئة على ممارسة الرياضة. ويؤكد المشرفون على القافلة أن الهدف ليس فقط نشر أجواء الفرح، بل أيضًا خلق جسور تواصل جديدة بين الجامعة والجمهور باعتباره شريكًا أساسيًا في نجاح البطولة.

وتأتي الحملة كذلك في سياق رؤية متكاملة تجمع بين الرياضة والسياحة، إذ تتقاطع أهدافها مع حملة “المغرب، أرض كرة القدم” التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة، والتي تراهن على إبراز صورة المملكة كوجهة قارية للرياضة، وجلب المشجعين والزوار خلال البطولة. هذا التكامل بين البعدين الاجتماعي والسياحي يعكس إدراكًا متزايدًا للدور الاستراتيجي الذي باتت تلعبه كرة القدم في المغرب، ليس فقط كرياضة، بل كرافعة تنموية وثقافية قادرة على تعزيز الهوية الوطنية.

وبقدر ما تقدم “نحتافلوا كاملين” لحظات فرح وتفاعل مباشر، فإنها تُرسخ أيضًا فكرة أن “كان 2025” ليست بطولة تُلعب في ستة ملاعب فقط، بل حدثًا يعيش في كل بيت ومركز وقرية. وهي رسالة تؤكد أن المغرب يستعد للبطولة بحماس جماعي يليق بالثقة التي منحها له الاتحاد الإفريقي، وبطموح يليق بمكانة كرة القدم المغربية في القارة.