تتنامى بشكل واسع معامل سرية، تقوم بتصبير الزيتون و"الهريسة" بعيدا عن المراقبة وعن ترخيص السلطات المعنية، مما يعرض المغاربة لمخاطر صحية حقيقية.
هذا التحذير جاء من المرصد المغربي لحماية المستهلك الذي أجرى معاينات ميدانية، ليكتشف وجود معامل سرية في مستودعات وأقبية مظلمة من دون التوفر على ترخيص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا".
الأخطر في هذه الممارسات غير القانونية، استعمال مواد حافظة وألوان كيميائية مجهولة المصدر، بل إنه في بعض الحالات تقوم هذه الوحدات الإنتاجية غير القانونية بإعادة تدوير زيتون فاسد أو متعفن بعد تلوينه بمواد خطيرة للحصول على مظهر تجاري خادع، كما يتم تحضير الهريسة باستعمال فلفل متعفن وزيوت مستعملة، في غياب تام لأي شروط للتعقيم أو النظافة، يشير البلاغ الذي عممه المرصد على حسابه الرسمي ب"فايسبوك".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
المرصد لفت كذلك إلى أن هذه المعامل السرية تتمركز في عدد من المناطق المعروفة بالأنشطة الزراعية والصناعية غير المهيكلة، مثل الرباط والنواحي، خصوصا بمنطقة عكراش حيث تم رصد وحدة سرية لتصبير الزيتون والهريسة، وبنواحي فاس وصفرو وتازة، حيث تستغل مستودعات مهجورة وأقبية سكنية لهذا الغرض.
وفي منطقة سيدي سليمان وسيدي قاسم، حيث يتم تخزين الزيتون القادم من الضيعات دون أي مراقبة، وفي مديونة، ودار بوعزة، و النواصر، التي تعرف انتشار وحدات صغيرة تشتغل في ظروف غير قانونية، يشير المرصد الذي وقف كذلك على معامل سرية لتصبير الزيتون وتسويقه بالجملة في منطقة مراكش وتامنصورت وقلعة السراغنة.
كما تعرف الجهة الشرقية مثل بركان، ووجدة، وتاوريرت، المعروفة بإنتاج الزيتون والفلفل، تسرب منتجات مجهولة المصدر إلى الأسواق الأسبوعية،حسب المصدر ذاته.
مقابل ذلك، طالب المرصد السلطات المحلية، والنيابة العامة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والشرطة الإدارية للجماعات الترابية، بتنفيذ حملات ميدانية عاجلة وواسعة النطاق لإغلاق "هذه الأوكار التي تهدد صحة المغاربة، وحجز وإتلاف جميع المواد المشبوهة، ومتابعة أصحابها قضائيا وفق ما تقتضيه القوانين الجاري بها العمل".