في تغريدة جديدة نشرها عبر منصة “إكس”، أكد مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون العالم العربي وإفريقيا، ثبات الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية، مشدداً على أن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تظل الحل العادل والدائم الوحيد لهذا النزاع الإقليمي.
قال بولس: «خلال لقائي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ناقشنا أبرز التحديات العاجلة التي تواجه المنطقة، وجددنا التزامنا المشترك بالسلام والاستقرار». وأضاف في تغريدة ثانية: «أدنا الجرائم المروّعة المرتكبة ضد المدنيين في مدينة الفاشر، ودعونا إلى تحرك عاجل لحماية السكان ووضع حد للعنف. كما أكدنا دعمنا لسيادة لبنان، ووحدة ليبيا، ونضال الصومال ضد الإرهاب».
أما الفقرة الأبرز في تصريحه، فقد جاءت بشأن ملف الصحراء، حيث أوضح بولس: «شدّدت على أن خطة الحكم الذاتي المغربية تشكل الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لنزاع الصحراء الغربية، مع التذكير بأولوية الإدارة الأمريكية في الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتكتسي هذه التصريحات أهمية بالغة، لأنها تأتي من شخصية سياسية ودبلوماسية أمريكية مقربة من دوائر صنع القرار في واشنطن، ولها تأثير في بلورة الرؤية الجمهورية تجاه القضايا العربية والإفريقية. فهي تجدد تأكيد الموقف الذي أعلنته إدارة ترامب سنة 2020 حين اعترفت رسميًا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
كما تحمل تغريدة بولس بعدًا استراتيجيًا واضحًا، إذ تضع قضية الصحراء ضمن رؤية شمولية تشمل أزمات الإقليم من السودان إلى غزة، وتبرز أن الولايات المتحدة ترى في المغرب ركيزة استقرار ومحور توازن إقليمي. فالرباط بالنسبة لواشنطن لم تعد فقط شريكًا استراتيجيًا، بل فاعلًا أساسياً في هندسة الأمن الإفريقي والمتوسطي.
وتكشف الإشارة إلى اللقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عن رغبة أمريكية في إعادة تفعيل القنوات السياسية المشتركة مع العالم العربي، بعد فترة من الغموض في السياسة الخارجية الأمريكية. وهو ما يُفهم منه أن إدارة واشنطن — مهما تغيرت توجهاتها الداخلية — ما تزال تعتبر التنسيق مع الدول العربية المعتدلة، وفي مقدمتها المغرب، أساسًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
بهذه التصريحات، يكون مسعد بولس قد وضع النقاط على الحروف في ملف الصحراء، مؤكدًا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية لم تعد مجرد اقتراح تفاوضي، بل أصبحت قاعدة دبلوماسية معترفًا بها أمريكيًا كأساس وحيد لإنهاء النزاع وإرساء سلام دائم في المنطقة.