كيف اجتاح صوت الانتصار شوارع المغرب، بعد التتويج المستحق، والتاريخي، وغير المسبوق لمنتخبنا الوطني لأقل من عشرين سنة، بكأس العالم في الشيلي؟ وكيف غاب صوت الفرحة الأصوات الأخرى؟ وكيف تحولت مليونية المغرب التي كان يريدها لنا الأعداء سوداء قاتمة، ومليئة بلون حقد قلوبهم، إلى مليونيات متعددة في كل المدن المغربية، أخرجت الناس، على اختلاف أعمارها والأجيال التي تنتمي إليها، إلى براحنا المشترك لكي تصرخ، ملء الروح وملء الجسد بحبها لهذا الوطن العظيم، وحبها رؤيته منتصرا دوما وأبدا، وفي كل المجالات؟
جواب ذلك كله سر مشترك بين المغاربة منذ قديم الزمان، يدركون كنهه، ويعرفون ماهيته، ويضبطون إيقاعه، ويتقنون لحظة إشهاره في وجه القريب والغريب.
وعندما نقول للآخرين الذين لا يشبهوننا، ولا نشبههم، ولا نريد هذا الشبه أصلا، لأننا معتزون بفرادتنا وتفردنا، إن فهم المعادلة المغربية أمر ليس في مقدور الكل، وإن استثناءنا واقع، وإن نبوغ الناس هنا أمر يدخل في تحصيل الحاصل، لا يصدقون، أو يمثلون دور من لا يصدق، ويرفضون أن نكون وحدنا، ودون الآخرين... الاستثناء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
المكترث برفضهم هذا، ولا نعيره أدنى اهتمام، ونواصل المسير ونحن أعرف بأن مصير هذه القافلة المغربية هو السير نحو الأمام، وعدم التوقف أبدا، وإن علت من حولها أصوات من يريدون إيقافها.
الأمر مستحيل، أيها السادة، الأمر فعلا مستحيل. فبالإضافة إلى النية الحسنة التي تعد محرك بحث كل الأمور هنا، هناك عمل جدي وحقيقي وواقعي يتم يوميا، والمغرب يقطف ثماره في كل المجالات، مجالا بعد الآخر.
لا نقول إننا جنة فوق الأرض، لكننا نقول ونؤمن مع القول إننا لن نكون أبدا الجحيم الذي يحلم لنا به الحاقدون.
وقد اكتشفنا مع أحداث الأسابيع الأخيرة أنهم موجودون وبكثرة، وتذكرنا مجددا أن كثرة الحساد هي دليل شيء واحد فقط: النجاح.
لذلك لا نملك أي اختيار آخر غير مواصلة العمل الجدي في كل المجالات، وتحقيق الانتصار تلو الانتصار، في كل ميدان، ثم الخروج بكل فخر مغربي، عقب أي فرحة جديدة، لكي نعلن ملء السماء أننا من هذا البلد العظيم، وأننا نشتغل من أجل مزيد من الرفعة له اليوم وغدا وإلى آخر كل الأشياء.
نعم، هو درس مغربي جديد: درس الانتصار وفرح الناس بانتصار وطنهم، وقد رد الرد البليغ على كل شيء، وقال لنا ما قاله له ملكنا يوم افتتاح البرلمان "حي على العمل"، والسلام.