لم يحد مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الثانية والثمانين عن تقاليده في الجمع بين الكبار والمواهب الصاعدة، حيث جاءت نتائج حفل توزيع الجوائز مساء السبت لتؤكد على هذا التوجه. فقد فاز الأميركي جيم جارموش بجائزة الأسد الذهبي عن فيلمه Father Mother Sister Brother، وهو عمل إنساني ينسج ثلاث حكايات متوازية في الولايات المتحدة ودبلن وباريس، مركزاً على العلاقات العائلية بلمسة شاعرية وسخرية جارموش المعهودة.
المفاجأة القوية جاءت من الجانب العربي، حيث حصد الفيلم الفلسطيني The Voice of Hind Rajab للمخرجة التونسية كوثر بن هنية جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الأسد الفضي). العمل الذي يمزج بين الوثائقي والدرامي حول مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب، أشعل قاعة العرض بتصفيق متواصل استمر 23 دقيقة، مؤكداً قدرة السينما العربية على انتزاع موقعها في المحافل الكبرى.
أما جائزة أفضل إخراج (الأسد الفضي) فذهبت إلى الأميركي بيني سافدي عن فيلم The Smashing Machine، بينما كانت جائزة أفضل ممثلة من نصيب الصينية شين تشيلاي عن دورها في The Sun Rises on Us All. الممثل الإيطالي المخضرم توني سيرفيلو خطف جائزة أفضل ممثل عن أدائه البارز في فيلم La Grazia.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وفي فئة السيناريو، كُرّم الفيلم الفرنسي À Pied d'œuvre بتوقيع فاليري دونزيلي وجيل مارشان، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للعمل الإيطالي Below the Clouds للمخرج جيانفرانكو روسي. أما جائزة مارشيلو ماستروياني لأفضل ممثل/ممثلة شابة فكانت من نصيب لونا ويدلر عن دورها في Silent Friend.
مسابقة "آفاق جديدة" (Orizzonti) لم تخلُ بدورها من المفاجآت: فقد فاز المكسيكي دافيد بابلوس بجائزة أفضل فيلم عن On the Road، بينما صعد اسم المخرجة الهندية أنوبارنا روي لأول مرة في تاريخ المهرجان بفوزها بجائزة أفضل إخراج عن فيلمها Songs of the Forgotten Trees.
تؤشر هذه النتائج على ملامح مشهد سينمائي متعدد الأقطاب: أسماء مكرسة مثل جارموش وسيرفيلو تواصل تأكيد حضورها، في حين تشق أصوات عربية وآسيوية طريقها بثقة نحو واجهة الساحة العالمية. دورة هذا العام من فينيسيا بدت كجسر بين الحاضر والمستقبل، بين الخبرة والتجديد، وبين سرديات الغرب وصوت الجنوب العالمي الذي يفرض نفسه بقوة.