لغزيوي يكتب : "ديما مغرب" و god bless america

المختار لغزيوي الاثنين 04 أغسطس 2025
20250804_121653
20250804_121653

وهذه هدية أخرى من هدايا محمد السادس لوطنه ولشعبه: في ذكرى عيد العرش السادسة والعشرين، الرئيس الأمريكي السابع والأربعون والخامس والأربعون، دونالد جي ترامب يعيد التأكيد عليها: الصحراء كانت في التاريخ مغربية. والصحراء هي اليوم في الحاضر مغربية. والصحراء في المستقبلين، القريب والبعيد، وفي الأمدين، المنظور الذي يراه الجميع، والبعيد جدا الذي تراه الخاصة فقط وأهل الذكر، ستظل مغربية.

دعونا ننشط الذاكرة الجماعية قليلا، ذاكرتنا نحن، ثم ذاكرة البعيد قبل القريب: عندما أعلن الرئيس ترامب في ولايته الأولى، يوم كان الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، أنه مقتنع تمام الاقتناع بجدية الطرح المغربي، وصوابه، وارتكازه إلى العقل والتاريخ والجغرافيا، ووقع قبل أن يغادر البيت الأبيض بأيام قرار الاعتراف هذا، قال لنا الذين لايحبون المغرب: لاقيمة لكل هذا.

لم نقل شيئا.

صمتنا.

أو في الحقيقة، وعلى عادة كل النابغين الذين يعرفون قيمة الصمت، ترك المغرب للمغرب وقتا، بل ترك له الوقت كله.

أتى رئيس سادس وأربعون لأمريكا، هو المحترم والمبجل جو بايدن، وراهن، دائما، من يكرهون المغرب، رهانهم الخاسر الأبدي، على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

لم تعد العقارب الشهيرة بساعتها الأشهر ثانية واحدة إلى الخلف.

أتعرفون لماذا؟

لأن الزمن يتقدم إلى الأمام، ولأن دورة الساعة تقولها للجميع: أنا أتوجه إلى ماهو أمامي باستمرار، ولا أعود أبدا إلى الوراء .

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا يحمل الرقم 47، ولم يفوت فرصة واحدة منذ عودته لكي يقول كل إعجابه بتجربة الحكم الفريدةوالعاقلة الناجية من حمق شرق المتوسط وجنوبه: التجربة المغربية.

من يتتبعون قليلا خبايا الأمور كانوا يعرفون أن الأشياء قد حسمت، وأن المغرب قد انتصر، وأن معركتنا التي دامت كل هذه السنوات، ضد قريب لم نستطع يوما فهم سر حقده علينا، مع أننا لم نقدم له إلا الخير، قد انتهت بانتصار الخير مجددا على الشر، وعلى جار الشر، وجار السوء، والحالم لنا بكل الكوابيس.

ومع ذلك، ولأننا المغرب العظيم، مد الملك المغربي الأعظم، محمد السادس، نصره الله وأيده، في خطاب العرش والنصر والتأكيد على المكتسبات، يوم 29 يوليوز الماضي، اليد المغربية، الشريفة، العريقة، الكريمة، المترفعة عن كل شيء، إلى الجار، وقال جلالته، وهو الكريم إبن الكرماء الأكرمين "لاغالب ولامغلوب".

قالها الملك، وقالها المغرب من موقف قوة كالعادة، لانه بلد ذكي ونابغ ويعرف قيمة التعاون المغاربي، وأهميته لنا جميعا.

وقالها الملك، وقالها معه المغرب، لأنه يعرف ان الزمن القادم صعب، وهو زمن تكتلات قوية تدرك نقط تميزها، وتراهن بها على طاولة هذا العالم المتغير باستمرار.

وقالها الملك، وقالها المغرب معه، لأنه، بكل اختصار، لايريد ترك الجزائر على قارعة الطريق.

تماما مثلما رفض جده المنعم محمد الخامس، طيب الله ثراه، رغم كل الإغراءات ترك الجزائر الفرنسية…فرنسية، وفتح الشرق المغربي كله لجبهة التحرير الوطني، وقال لكل من خاطبوه شرقا وغربا : "استقلال المغربي من الحماية (وليس من الاستعمار) سيظل ناقصا طالما ظلت الجزائر تعاني بعد استعمار العثمانيين لها، من استعمار الفرنسيين".

نحن هنا منذ قديم القديم، ومن باب العراقة المتجذرة فينا، لانقول الكلمة إلا ولها تأصيل في التاريخ يسندها، ولدينا عليها دليل من ماض تليد يؤكدها، وفينا، وداخل المسام منا، عرق من دم سلسال مجيد، تستطيع بتتبع النسبة والمحتد والأصل أن تصل إليه، وأن تقول بكل اطمئنان عريق وعتيق: هذه الشجرة المغربية مغروسة بكل حب في الزمان والمكان، لاتلين، لها جذور اسمرار قارتنا، جنوبا، ولها تطلعات التقدم شمالا نحو المزيد، ولها طبعا، عاطفة الانتساب إلى العرب، هناك، ونحن الآتون من محتدهم إلى هنا نصنع ماضي وحاضر، والأهم: مستقبل المغرب العظيم.

ديما مغرب و god bless america