انطلقت ، مساء أمس الخميس ، فعاليات الدورة ال 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، تحت شعار "المسرح والدبلوماسية الفنية والثقافية".
ويشكل هذا المهرجان الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة مواتية لانفتاح الجامعة على محيطها الخارجيـ وجعل مدينة الدارالبيضاء قبلة للمسرح والثقافة بامتياز.
وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أكد عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد، جمال مخططار، أن هذا الموعد الثقافي والفني أضحى، منذ انطلاقته الأولى في ثمانينيات القرن الماضي،مرجعا في الساحة المسرحية الجامعية على المستويين الوطني والدولي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأضاف أن هذا المهرجان يحمل طموحا كبيرا يتمثل في جعل الجامعة وسيلة لبناء الانسان وفضاء للإبداع، والتبادل الثقافي وكذا اعتباره جسرا نحو المعرفة والانفتاح.
وقال إن دورة هذه السنة تستضيف فرقا مسرحية من أربع قارات تتقاسم هم الإنسان وشغف المسرح، مضيفا أن "الرهان ينصب على طاقات الشباب وقدرتهم على تحويل القلق إلى جمال، والأسئلة إلى أجوبة ومشاهد حية".
من جانبه، اعتبر رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الحسين أزدوك، أن المهرجان يجسد الاستمرارية لمسار فني وثقافي متميز يقترب من إتمام 4 عقود، مضيفا أن هذه الفعالية الثقافية تمثل مناسبة جديدة لتأكيد قدرة الجامعة على مواصلة ترسيخ حضورها الثقافي والفني وطنيا ودوليا.
وتابع أن هذه النسخة تعد تعبيرا حيا عن روح الإبداع والتجديد والإيمان العميق بأهمية المسرح كفضاء للحوار والتفاعل بين الثقافات، مضيفا أنها تعكس الرهان المستمر على الطاقات الشابة ودور الجامعة المغربية في تنمية الحس الجمالي والنقدي لدى طلبتها من خلال الفن.
وأكد أن المهرجان، الذي يتميز بروح الانفتاح والتبادل الثقافي والفني، يشكل فضاء دبلوماسيا يعكس صورة مشرقة للجامعة المغربية ويقدم المملكة المغربية للعالم بما يليق بمكانتها وتاريخها الثقافي.
وتشارك في هذه الدورة، عدة بلدان، ممثلة بعروض مسرحية حديثة (إنتاج 2025)، ويتعلق الأمر بكل من ألمانيا وإيطاليا، وأرمينيا وتونس، فيما يشارك المغرب بستة عروض مسرحية لكليات ومؤسسات جامعية وطنية.
وفي جانب الاعتراف والامتنان، كرم المهرجان إعلاميين لهما علاقة جدلية بالمسرح والثقافة والفنون وبالدبلوماسية الثقافية عموما، ويتعلق الأمر بكل من المبدع عبد المجيد فنيش والإعلامية نزهة الإدريسي.
وبهذه المناسبة، اعتبر الأستاذ عبد المجيد فنيش، في تصريح مماثل، أن التكريم الذي حظي به، يعد لحظة بالغة الأهمية ، معبرا عن سعادته بهذه الالتفاتة في محفل أكاديمي له قيمته بتنظيم وأبعاد دولية هامة.
وسجل بأن "أجمل اللحظات هي التي يمكن أن نعيشها مع جيل مسرحي جديد سنتعلم منه الكثير، في إطار التقاطعات الممكنة بين الأجيال"، مؤكدا أن هذا المهرجان أرسى قواعد تجربة مغربية متميزة بحكم أنه أسس لظاهرة مهرجانات المسرح الجامعي.
وتقترح هذه الدورة التي ستقام الى غاية 15 من الشهر الجاري، برنامجا غنيا ومتنوعا يجعل من الثقافة والفن أدوات استراتيجية للتقارب والتفاهم بين الشعوب.
وسيعرف هذا الحدث الثقافي تنظيم العديد من المحترفات التكوينية المسرحية لفائدة الطلبة حول عدة محاور تتعلق بتقنيات مسرح الصورة، وفن التحول، والقناع وجسد الممثل وسفر الإبداع، والتقنيات المشهدية، سيؤطرها مختصون يمثلون كلا من بريطانيا والصين، والولايات المتحدة، وإيطاليا وفرنسا، وأستراليا.
ويعد المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي انطلق سنة 1988، فرصة هامة للقاء والتكوين وتأطير الشباب الذين يحجون إليه من كل بقاع العالم، وملتقى دوليا للتجارب المسرحية والإبداعية وتلاقح الثقافات وحوراها بين شبيبة العالم من طلبة ومحترفي المسرح والباحثين والمبدعين من داخل المغرب وخارجه.