ياسمينة بادو ترد على ابن كيران: المرأة هي مستقبل الوطن

الخميس 10 يوليو 2025
IMG-20250710-WA0018
IMG-20250710-WA0018

بعد هرطقات عبد الاله بن كيران المسيئة للمرأة وجهت الوزيرة الاستقلالية السابقة ياسمينة بادو رسالة إلى الأمين العام للبيجيدي ‏تستنكر فيها تشبيهه للمرأة بحيوان اللقلاق. وفيما يلي نص الرسالة:‏

السيد عبد الإله بن كيران المحترم،

لقد أثارت تصريحاتكم الأخيرة، التي شبهتم فيها الفتيات باللقالق، واعتبرتم المرأة غير المتزوجة بمثابة حيوان، صدمة عميقة في ‏الرأي العام الوطني. وبصفتي مواطنة، وامرأة، وإنسانة تؤمن بقيم الكرامة والمساواة والعدالة، لا يمكنني أن أظل صامتة أمام ‏مثل هذا الخطاب المهين والمرفوض.‏

كلا، الفتاة ليست لقلقًا، والمرأة ليست حيوانًا، والتعليم ليس امتيازًا بل حقٌّ أصيل.‏

من حقكم أن تعبروا عن آرائكم، لكن حينما تتحدثون علنًا، وأنتم شخصية سياسية، فإنكم تتحملون مسؤولية أخلاقية ووطنية. ‏فكلماتكم ليست مجرد رأي، بل هي رسالة تُغذي ثقافة التمييز والإقصاء، وتؤسس لفكر رجعي يتعارض مع روح الدستور، ومع ‏قيم الإسلام السمحة، ومع تطلعات المغرب الحديث.‏

إن تعليم الفتاة هو مفتاح التنمية، وليس تهديدًا للقيم. فالفتاة المتعلمة تصبح امرأة حرة، واعية، قادرة على الإسهام في بناء ‏الاقتصاد، والمشاركة في الشأن العام، وتربية الأجيال على أسس سليمة. تعليم الفتاة هو تعليم لمجتمع بأكمله، والنهوض بها هو ‏نهوض بالأمة جمعاء.‏

تصريحاتكم تعيدنا إلى عصور مظلمة، حيث كان يُراد للمرأة أن تُقصى وتُهمَّش. لكن المغرب اليوم تغيّر. نساء المغرب أصبحن ‏عالمات، طبيبات، مهندسات، أستاذات، قاضيات، وزيرات، فنانات، وأمهات فاضلات، يجمعن بين أدوار متعددة ويبرزن فيها ‏بكفاءة وجدارة.‏

لا يتعلق الأمر هنا بمطالب نسوية فقط، بل بمبادئ إنسانية.‏

التقليل من شأن المرأة أو اختزالها في حالتها الاجتماعية أو تشبيهها بالحيوانات، هو مسٌّ مباشر بكرامة نصف المجتمع، وإهانة ‏لذكاء ووعي المجتمع ككل. وهو خطاب لا يشرف لا الحزب الذي تنتمون إليه، ولا الدين الذي نؤمن به، ولا الوطن الذي ننتمي ‏إليه جميعًا.‏

المغرب لا يُبنى بإقصاء فتياته، بل بنهضتهن ومشاركتهن الفعالة. المغرب القادم تصنعه النساء، لا يُقصين منه.‏

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام