تسرع قناة!
كان مفترضا بقناة "ميدي آن تي في" أن تتريث قبل إقحام أنفها في مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة، لأسباب عديدة، أهمها أن وزير القطاع لم يقدم تفاصيل المشروع إلا أمس الأربعاء في البرلمان، وكل ما استند عليه وإليه من سارعوا لإقامة (البلاتوهات) بمعنى (الطباسل) وليس البلاتوهات بالمعنى المهني للكلمة، حول الموضوع هو تسريبات غير دقيقة لنسخة غير صحيحة وغير مكتملة وغير نهائية من المشروع.
هذا أيضا دور من أدوار المجلس الوطني المقبل: التكوين والتكوين المستمر لئلا تدفع العجلة، وهي دائما من الشيطان، صحافيينا إلى مناقشة أمور لم تتم بعد، ولازالت في طور التجويد، مناقشة غير سوية مهنيا، ما يخلق لهم المشاكل، ويضع مسؤوليهم في حرج كبير.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
على كل حال، قناة "ميدي آن تي في" تجربة احترمناها ولازلنا نحترم ما تقدمه، وليس منا ولا فينا من لم يخطئ يوما، لذلك لا إشكال، ولنلعن الشيطان الرجيم ومختلف تفاصيل التسرع التي يسكن في ثناياها باستمرار، ولنعبر إلى الأهم، فالمرور كله أصلا لا يستحق هذا الكلام.
دكتور عبد الإله ومستر بنكيران!
صديقنا رضوان الرمضاني حلل في برنامجه ذائع الصيت، رفقة صديقينا الشرقاوي ودافقير، (غرفة الفار) على الإذاعة المتميزة في المغرب "ميد راديو" الحالة المسماة بنكيران، وخلص إلى أن الأمر يتعلق بمشكل نفسي عويص، واضح للعيان، يدركه الجميع، ويسكت عنه الجميع لاعتبارات شتى.
وحدنا نحن لم نسكت، ووحدنا نحن قلنا "خصو يمشي للطبيب"، ووحدنا نحن أضفنا "خصو يشرب دواه".
المشهد السياسي/ الإعلامي المغربي مشهد غريب فعلا. كل الذين يتحدثون معنا عن سعار بنكيران ضد مجموعتنا الإعلامية يقولون لنا، وابتسامة الشفقة عليه تعلو محياهم: "ارحموا عزيز قوم ذل"، ويضيفون متوسلين "دعوه يقول ما يشاء فلا أحد يكترث به وبترهاته، لا تخلقوا منه لدى صغار العقول نمرا من ورق، ولا تعطوا للناس الإحساس أنكم تستهدفونه لسبب من الأسباب".
نسألهم: "هل يرضيكم هذا التحريض والتخوين والتكفير الذي يمارسه ضدنا بشكل يومي؟".
يقولون "لا يرضينا، وهو حمق كبير منه، لكن (نتوما مالين العقل)، عافاكم".
لهؤلاء الأفاضل نقول: عذرا، الحكاية ليست حكاية نقار بين (شخص سابق) وبين مجموعة إعلامية. لا.
الحكاية حكاية قبول من عدمه بتخوين مغاربة وتكفيرهم والتحريض عليهم من طرف من كان رئيس حكومة سابق، فقط لأنهم عبروا عن رأي لم يرقه.
الحكاية حكاية شتم مغاربة من طرفه ووصفهم بالكلاب والحمير والبغال، فقط لأن لديهم تصورا مخالفا لكل تصرفاته.
الحكاية حكاية شخص سابق تقولون إنه لم يعد مسؤولا عن أقواله وأفعاله، لكن تتركونه يمارس كل شطحاته الغريبة، وكل حماقاته الأغرب، وتطلبون بالمقابل من المتضررين من عتهه أن يصبروا.
شيء ما غير سوي في القصة كلها، وإذا كان الرجل فعلا قد فقد بعضا أو كلا من تحكمه في نفسه وقدراته العقلية أو النفسية، فالإكرام الوحيد له يتم بالعلاج السريع، وليس بتركه طليقا في الأنترنيت ينثر رذاذه على الجميع.
ارحموا ما تبقى من عقلنا أيها الأفاضل المدافعون عن حق الحمقى في سب الناس.
ارحموا ما تبقى من عقل في بعض الجماجم، يرحمكم الله، واتركونا نكمل معه الحكاية حتى ختام الختام، فنحن على ذلك أكثر من قادرين.
(فهمتونا ولا لا؟).