أغنية واحدة.. واحدة فقط

يقلم: أحمد الدافري الخميس 10 يوليو 2025
20250710_100252
20250710_100252

نعم، أغنية واحدة فقط أدتها المغربية خولة المجاهد المعروفة باسمها الفني “جايلان” في افتتاح كأس إفريقيا للسيدات الذي يُنظم حاليا بالمغرب، جعلت نظام البلد الذي يعيش في العالم الآخر يُصاب بسعار لا مثيل له.

سعار خطير جعله يمنع كل أعضاء بعثته الرياضية من ذكر اسم المغرب في أي لقاء صحفي وفرض عليهم أن يخفوا أي رمز من رموز المغرب.

الأكثر من ذلك، قام المسؤولون عن بعثة بلد العالم الآخر بإلصاق السكوتش ذي اللون الأسود فوق رمز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المرسوم فوق كراسي دكة الاحتياط كي لا يظهر في الصور التي يلتقطونها.

أما إعلامهم، فقد ألزموه ألا يذكر اسم البلد الذي ينظم نهائيات هذه الكأس، إطلاقا، وفرض عليهم أن يكتفوا بذكر أنهم مشاركون في نهائيات كأس إفريقيا حين يتحدثون عن مبارياتهم التي يخوضونها، لكن أين؟ الله أعلم.

جيد.

أحدهم قال:

إنهم منسجمون مع أنفسهم.

فهم يعتبرون المغرب بلدا عدوا.

ومن حقهم ألا يذكروه وأن يزيلوا كل الرموز التي تشير إليه.

هذا أغبى كلام سمعته في حياتي.

إن كنت تعتبر المغرب بلدا عدوا، وتريد أن تكون منسجما مع نفسك، ينبغي أن تكون لديك الشجاعة وتقرر ألا تأتي إليه، وأن تقاطع المنافسات الرياضية التي تنظم داخله.

كن شجاعا ولا تكن غبيا.

فإنك حين تأتي إلى بلد تعتبره عدوا، من أجل المشاركة في تظاهرة رياضية فيه، فإن بعثتك الرياضية تصرف مالا في هذا البلد العدو مقابل إقامتها فيه، وأنت تقوم وأنت منبطح خانع بأداء المقابل المالي للخدمات التي تستفيد منها في إقامتك في هذا البلد الذي تكرهه، وتصرف الأموال لفائدة هذا البلد العدو.

إنك يا بليد حين تأتي إلى بلد تعتبره عدوا، للمشاركة في تظاهرة رياضية ينظمها، فأنت تكون تحت سلطة عدوك هذا الذي يحميك ويضمن أن تكون إقامتك آمنة..

إن العدو من المفروض ألا تثق فيه، وألا تأمن جانبه، لكنك مع ذلك تقبل أن يحرسك ويحميك في تنقلاتك، لأن منطقك أعوج وعقلك متكلس ودماغك فارغ لا فكرة صالحة فيه، تكره بلدا وتأتي كي تقيم فيه وتتجول في شوارعه، وتركب في وسائل النقل التي توفرها لك شركاته، وتشرب وتستحم من مياهه، وتستفيد من الكهرباء التي يوفرها لك، وتتمشى فوق أرصفة الشوارع التي توجد فيها الرايات والصور والرموز التي تكرهها.

فهنيئا لك أيها النظام البليد ببلادتك التي أصبحت مدعاة للسخرية والضحك في كل مكان.

وهذا ما كان.