رشق قوات حفظ النظام بالحجارة ليلة عاشوراء في سلا، هي مجرد "بروفة"، لمشهد قد يتكرر في حال استمرت وضعية التعبئة العامة التي أطلقها بنكيران والمهدوي وهناوي وويحمان وو.. ضد كل ما يرمز للدولة داخل المخيال المجتمعي.
تلك التصفيقات الحارة التي علت مداخلات بنكيران، وهو ينعت بالمتصهينين والعملاء والخونة كل من يتبنى خط الدولة التحريري، ووصفهم بالحمير والكلاب والميكروبات والحشرات، هي بمثابة صفارة إنذار يجب أن تُلتقط على محمل الجد لفهم لماذا بات العنف مقبولا ومتداولا بل ويصفق له من قبل النخب السياسية.
تلك المشاهدات واللايكات التي يحصدها المهدوي عندما ينشر فديوهاته التي تشيطن القضاء والمؤسسات، وترسم طلاسم نظرية مؤامرة مزعومة، وعندما يصف كل من يؤيد مواقف الدولة بـ"أولاد الحرام"، والمسؤولين بـ"السلاكط" ووزير العدل بـ"المافيا"، هي كلها جرعات تهييج سامة حقنها اليوتيوبر داخل شرايين المجتمع وجعلته أكثر ميولا للعنف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
تكرار وصف "البروباغاندا" الإسلامية لسجناء الحق العام بـ "الأسرى"، ولعملية التوقيف بـ"الإختطاف"، ولوضع المتهمين تحت تدابير الحراسة النظرية بـ"الإحتجاز القسري" ، وو.. ، كلها عناصر لغة جعلت شريحة عريضة من الغوغاء والدهماء ورعاع القوم، تعتبر الدولة كيانا محتلا، يجب مقاومته في أول فرصة.
نحن اليوم أمام جيل صاعد، فيه فئات واسعة لا ترى في المغرب سوى تلك الصور السوداء التي اجتمع الطابور الخامس بإسلامييه ويسارييه ومرتزقته وصحافته الصفراء، على حفرها في الذهن الجماعي، عبر تكرار سرديات العنف المغلف بالمظلومية، والتضليل المعبأ داخل قوالب خطابات التحريض والكراهية، وشيطنة الدولة تحت مسمى حرية التعبير، والنتيجة هي تلك المشاهد الصادمة التي شاهدناها جميعنا ليلة أمس في مدينة سلا.