بكلمات نابضة بالفخر والاعتزاز، افتتح محمد الكنيدري، رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الدورة الرابعة والخمسين من هذا الموعد الثقافي العريق، الذي تحتضنه مدينة مراكش من الثالث إلى السابع من يوليوز، تحت شعار يحمل في طياته بعدا إنسانيا وثقافيا وهو: (التراث اللامادي في الحركة).
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الكنيدري عن اعتزازه العميق بالاستمرارية التي يشهدها المهرجان، والتي تحوّله كل سنة إلى منصة للاحتفاء بالهوية المغربية، حيث تعانق الإيقاعات الشعبية الذاكرة الجماعية وتنبض بالحياة من خلال الرقصات والأهازيج والموسيقى التي تنتقل من جيل إلى آخر.
وأكد الكنيدري، رئيس جمعية الأطلس الكبير، أن هذه الدورة تكتسي طابعا استثنائيا، ليس فقط من حيث محتواها الفني، بل أيضا لأنها تتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الأطلس الكبير، الجهة المنظمة لهذا الحدث. وقال بهذا الخصوص: "لقد التزمنا على مدى أربعة عقود بصون تراثنا الثقافي وتعزيزه، واليوم بات مهرجاننا فضاء يحتضن الذاكرة الحية لبلدنا، حيث ترقص الروح المغربية على أنغام التقاليد وحيث تُروى الحكايات بحركات راقصة وألحان أزلية".
واحتفاءً بقيم الانفتاح الثقافي والتبادل الحضاري، تستضيف الدورة الحالية دولة الصين كـ"ضيف شرف"، في خطوة تروم تعزيز الحوار الثقافي بين حضارتين عريقتين. وأشاد الكنيدري بالغنى الفني والتاريخي الذي تزخر به الصين، واعتبر مشاركتها قيمة مضافة لتجربة هذا العام.
ومن أبرز مستجدات دورة هذه السنة، عودة "ليلة النجوم" التي ستضيء سماء مراكش في أمسية خاصة تسلط الضوء على الإبداع المغربي، كما ستحتضن أمسيات قصر البديع لوحات فنية تجسّد تنوع وغنى التعبيرات الشعبية المغربية.
واختتم الكنيدري كلمته بتوجيه الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية، من فرق فنية وتنظيمية وشركاء ومؤسسات داعمة، إلى جمهور المهرجان الذي وصفه بأنه "الروح الحقيقية لهذا الاحتفال"، داعيا الجميع إلى عيش تجربة استثنائية والانغماس في شغف الفن والتراث المغربي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });