تزامنا مع الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة صيفا، يعيش عمال البناء وعمال الضيعات الفلاحية ، معاناة إضافية بسبب مخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس، ما يعرض عددا كبيرا منهم للإنهاك والمخاطر الصحية في ظل غياب إجراءات وقائية تحميهم خلال ساعات العمل الطويلة تحت أشعة الشمس القوية.
وفي هذا السياق، نبهت المنظمة الديمقراطية للشغل من المخاطر الصحية التي تتربص بهذه الفئة من العمال الذين يعيشون على مدار السنة ظروفا قاسية تزداد حدة مع فصل الصيف، وطالبت المنظمة رئيس الحكومة بالزام المشغلين باحترام مقتضيات السلامة المهنية مع تعديل ساعات العمل الصيفية لتفادي التعرض لأشعة الشمس خلال فترات الذورة لإلزام المشغلين وجميع المقاولات والشركات باحترام المادة 24 من مدونة الشغل واتفاقيات منظمة العمل الدولية بخصوص الصحة والسلامة المهنية.
وأوضحت المنظمة أن أزيد من 40 في المائة من العمال الزراعيين وعمال البناء دون حماية اجتماعية، وغير مؤمنين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ما يجعلهم دون أي حماية أو تكفل في حال التعرض لضربات الشمس التي تتجاوز في بعض مناطق المملكة 45 درجة مئوية، ما يزيد من قسوة ظروف العمل التي تعرفها هذه الفئة في ظل ساعات العمل الطويلة، وغياب فترات الراحة داخل أوراش البناء والمشاتل أو خلال جني المحاصيل أو العمل داخل المناجم، وتزداد الخطورة بين صفوف العمال الذين يعانون من مشاكل صحية.
ومن بين الإجراءات الوقائية التي تمت المطالبة بها : تعديل ساعات العمل، وتجنب العمل بين الساعة 10 صباحا و4 مساء، أو تعليقه عند تجاوز درجة الحرارة 40 درجة ، إلى جانب تخصيص أماكن مظللة للراحة، وتوفير مياه للشرب وملابس وقائية، بالإضافة إلى تطوير النصوص التشريعية بمدونة الشغل الوطنية تلزم بتوفير الوقاية خلال موجات الحر وتفعيل التفتيش الميداني وحماية العمال غير المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مع المطالبة بتوعية العمال حول أعراض الاجهاد الحراري ورفع الوعي بمخاطره وكيفية الوقاية منه، والإسعافات الأولية للمصاب بالإجهاد الحراري.
ولضمان احترام هذه الإجراءات، دعت المنظمة إلى سن عقوبات رادعة وغرامات ضد المخالفين، وتعويض العمال المتضررين، وفرض الانخراط في الحماية الاجتماعية، والتأمين ضد حوادث الشغل والأمراض المهنية، بما فيها الإجهاد الحراري وضربة الشمس.