مدير الإيسيسكو: الجماعات المتطرفة تستغل الترجمات المغلوطة لنشر أفكارها

أحداث.أنفو الأربعاء 02 يوليو 2025
No Image


حذر المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم المالك، من أن أكثر من 60% من المحتوى المتطرف على الإنترنت يعتمد على نصوص مترجمة بشكل مشوه ومجتزأ، وفق دراسات حديثة، مؤكداً أن تشويه الكلمة يفقدها دقتها وسياقها، مما يزيد من خطورتها.

وأبرز في كلمة له خلال "الندوة الدولية الترجمة والأمن: دور الترجمة في تعزيز الأمن الوطني والدولي" بمقر الإيسيسكو اليوم بالرباط، كيف تستغل الجماعات المتطرفة الترجمات المغلوطة لنشر مفاهيم خاطئة وبناء خطابها على نصوص مبتورة من سياقها، داعياً إلى ترجمة واعية تحافظ على المعنى الأصلي.

وكشف المالك أن تقارير الأمم المتحدة تربط 70% على الأقل من النزاعات الثقافية والسياسية بسوء الفهم اللغوي والتأويل الضيق، مستشهداً بالمصطلح العالمي "Lost in Translation" الذي يسلط الضوء على دور الترجمة الدقيقة في حفظ السلم والأفكار.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن ضمان الأمن في العصر الراهن يتطلب فضاءات ثقافية آمنة تعزز تعدد اللغات والتفاهم المشترك، لافتاً إلى أن الترجمة الآلية – رغم تسهيلها للتواصل – تزيد من مخاطر تحريف المعاني إذا أُسيء استخدامها.

كما نبه إلى أن الاعتماد المفرط على التقنيات الحديثة في الترجمة قد يشوه المضامين ويبعد النصوص عن مقاصدها، قائلا: "التقنيات تتعامل مع الكلمات كرموز، لكنها تفتقد إدراك الروح الثقافية والسياقات العميقة".

ووصف المالك اللغة بأنها "كائن حي ينبض بين الكلمات"، مؤكدا أن معانيها لا تكتمل إلا في بيئتها الأصلية، ودعا إلى تطوير كفاءات بشرية قادرة على توظيف التقنيات مع ضمان دقة الترجمات وأمانتها.

وذكر أن إيسيسكو أسست "مركز الترجمة والنشر" انطلاقا من إيمانها بدور الترجمة في تعزيز الأمن الثقافي وبناء جسور حضارية، عبر نقل المعارف بدقة واحترام الخصوصيات.

وفي الختام، أكد أن المركز يعمل على إنتاج ترجمات تحترم السياقات الثقافية والأمنية، وتسهم في نشر الفهم الصحيح للنصوص، مشيرا إلى مبادرات قادمة لنقل الأبحاث بلغات متعددة، وتعزيز الحوار العالمي.