أثار تنظيم حفل فني موسيقي في ملعب لاكازابلونكيز غضبًا واسعًا في صفوف سكان مدينة الدار البيضاء، الذين اعتبروا الحدث تبذيرًا للمال العام وتعديًا صارخًا على مرفق رياضي تاريخي له مكانته في تكوين الأبطال في ألعاب القوى وغيرها من الرياضات. الملعب الذي ساهم في إعداد أسماء مرموقة على الصعيدين الوطني والإفريقي، تحول إلى منصة حفلات، مما اعتُبر استخفافًا برسالته الأصلية.
وفي هذا السياق، أكد سعيد السبيطي، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، أن المنتخبين المحليين لا يعلمون من الجهة التي نظّمت الحفل، ولا من منح الترخيص لإقامته.
وأوضح السبيطي أن الأموال التي صُرفت على تجهيز الملعب وتأهيله ذهبت هباءً، نتيجة استغلاله في نشاط لا يتناسب مع طبيعته الرياضية، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن هذا القرار. وشدد على أن ممثلي الساكنة لا يعارضون تنظيم الحفلات الفنية، بل يدعون إلى تنظيمها في أماكن مخصصة لذلك، مثل الساحات العمومية أو المركبات الثقافية، دون المساس بالمرافق الرياضية الحيوية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وعبّر السبيطي عن رفض المنتخبين المطلق لاستغلال ملعب لاكازابلونكيز، الذي صُرفت عليه الملايير، في أنشطة لا تمت بصلة لأهدافه، مؤكّدًا أن هذا المرفق يشكّل جزءًا من التراث الرياضي والتاريخي للمدينة، وأن استغلاله لأغراض أخرى هو رضوخ لضغوط "جهات مجهولة".
من جهته، اعتبر موسى سراج الدين، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط، أن تحويل الملعب إلى فضاء للحفلات يسلط الضوء على الحاجة الملحّة لإدارة رشيدة للمال العام، ولضرورة الحفاظ على المرافق الرياضية والتراثية بالدار البيضاء. وأضاف أن هذه المرافق يجب أن تظل في خدمة الرياضة وتكوين الأبطال، بدلًا من استغلالها في أنشطة قد تضر بها وتُلحق خسائر مالية فادحة.
وفي تصريحه، أشار سراج الدين إلى أن البيضاويين انتظروا طويلًا إعادة فتح الملعب، وشهدوا الاهتمام الكبير الذي حظي به من طرف المسؤولين والأبطال، الذين حرصوا يومها حتى على نزع أحذيتهم قبل دخوله.
وأضاف مستنكرًا: "نحو 60 ألف متفرّج سيرقصون أسبوعًا كاملًا على العشب المخصص للرياضيين، وهناك تذاكر بيعت بأثمنة خيالية وصلت إلى 2000 و1200 و900 درهم"، واصفًا ما جرى داخل لاكازابلونكيز بأنه "تبذير للمال العام بكل المقاييس والمعايير".
وختم سراج الدين بدعوة من منح الترخيص لهذه الحفلات إلى تقديم استقالته ومحاسبته، قائلاً: "بعد تهجير الشجر والحجر والحمام... جاء الدور على المآثر التاريخية للمدينة لتحطيمها".