تحتضن مدينة برايا اليوم المؤتمر الثالث لشبكة الآليات الإفريقية للوقاية من التعذيب، في خطوة جديدة لتعزيز التعاون القاري لمكافحة التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية في إفريقيا. ويأتي هذا المؤتمر بعد مرحلتي تأسيس مهمتين عقدتا في مراكش عام 2023 وكيب تاون سنة 2024.
وفي كلمتها بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث للشبكة الإفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب حول موضوع "التكنولوجيا والوقاية من التعذيب" يومي 25-26 يونيو 2025، أكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن مؤتمر برايا يواصل البناء المؤسساتي والسير نحو تحقيق رؤية إفريقية مندمجة وفعالة للوقاية من التعذيب، انطلقت بمراكش بمبادرة من المغرب وجنوب إفريقيا، معتبرة أنها محطة أخرى لتوطيد التعاون جنوب-جنوب وتعزيز التنسيق بين الآليات الوطنية في القارة من أجل صفر تعذيب بإفريقيا.
وأكدت بوعياش أن هذه المؤتمرات الثلاث تشكل علامات بارزة تعكس وحدة القارة الإفريقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وتعكس العزم المشترك على القضاء على التعذيب في جميع أنحاء القارة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأضافت أن الشبكة حققت خلال العامين الماضيين إنجازات مهمة، منها تأسيس الشبكة في مراكش، واعتماد النظام الأساسي في كيب تاون، وافتتاح الأمانة العامة في الرباط في دجنبر 2024 تحت الإدارة المشتركة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب واللجنة الجنوب إفريقية لحقوق الإنسان، كما تم اعتماد اللائحة الداخلية التي تنظم عمل الشبكة وتحدد مسؤوليات أعضائها وطرق التنسيق بينها، ما يعزز من فاعلية عملها على الأرض في المؤتمر الحالي.
في هذا الإطار أعلن القائمون على الشبكة عن إطلاق منصة رقمية جديدة مخصصة لأعضاء الشبكة، توفر بيئة آمنة للتواصل وتبادل المعلومات والوثائق، وتدعم عقد المؤتمرات عبر الفيديو، بهدف تعزيز التعاون وتسهيل جمع البيانات بشكل دقيق وآمن.
ورغم الفوائد الكبيرة للتكنولوجيا، أشارت بوعياش إلى وجود تحديات مثل تفاوت الوصول إلى المعدات الرقمية، ومحدودية الموارد البشرية المدربة، والقيود المالية، بالإضافة إلى القضايا الأخلاقية المتعلقة بحماية البيانات والحفاظ على العلاقة الإنسانية مع المحتجزين.
وأكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة مساعدة للعمل الإنساني المباشر، الذي يقوم على الاستماع والملاحظة والتحليل الدقيق.
ويشار إلى أن تنظيم هذا المؤتمر جاءت في إطار جهود مستمرة لتعزيز حقوق الإنسان في إفريقيا، وبناء شبكة قوية قادرة على التصدي للتعذيب وحماية كرامة المحتجزين في مختلف دول القارة.