هشام جيراندو ومهدي حيجاوي.. يوميات "سرباي" و"لاجودان" في كندا

أحداث. أنفو الاثنين 16 يونيو 2025
08d13aab-154d-4d83-a192-3e514898373c
08d13aab-154d-4d83-a192-3e514898373c

مثلما يُصر هشام جيراندو على أن يتقمص دور "رجل أعمال ناجح"، وهو في الحقيقة "سرباي في مطعم زوجته"، يُصر كذلك المهدي حيجاوي على انتحال صفة "كولونيل ماجور" وهو في الأصل كان موظفا مدنيا تم عزله من المخابرات الخارجية المغربية منذ أكثر من عشر سنوات.

ففي الوقت الذي كان فيه هشام جيراندو يتظاهر بتسيير فروع أكثر من 2700 شركة في دولة تنظم لمجموعة G8، فقد تبين مع توالي التسريبات الصوتية والمرئية أنه كان يتولى في الواقع توزيع 2700 وجبة وطلبية على الزبائن، بحكم عمله كنادل في مطعم متواضع يتبادل فيه "طابلية" العمل مع زوجته نعيمة وشريكها محمد.

وفي الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن مهدي حيجاوي كان موظفا مدنيا تم طرده في مناسبتين من المخابرات الخارجية المغربية، بسبب أخطاء مهنية جسيمة، يُصر هذا الأخير على ارتداء زي عسكري بالتدليس، وحمل نياشين نظامية بالاحتيال، والتظاهر بأنه كان الرجل الثاني في المخابرات، والمستشار الخاص في الشؤون الاستخباراتية، والكولونيل ماجور في الجيش، بينما هو في الحقيقة لم يتجاوز مرتبة مدنية تضاهي "لاجودان" في الرتب العسكرية.

فلماذا يمعن كل من هشام جيراندو والمهدي حيجاوي في إخفاء حقيقتهما: الأول كسرباي في مقهى زوجته؟ والثاني كموظف فاشل تم عزله بسبب أخطاء مهنية؟

ولماذا يتنصل كلاهما من ماضيهما السقيم؟ الأول يهرب من ماضيه الذي قال عنه شقيقه بأنه كان "مطبوعا بضائقة مالية خانقة"، جعلته "ينتفض ضد محيطه الأسري والإجتماعي"، والثاني يهرب من زلات مهنية ووقائع احتيالية رمت به في براثن الإجرام والهروب خارج أرض الوطن.

ومن عبثية الصدف أن مصير هشام جيراندو ومهدي حيجاوي سوف يتقاطع في العداء للوطن، ويلتقيان في الإساءة لسمعة المسؤولين الأمنيين والقضائيين، بعدما تقاطعا في الماضي في جرائم النصب والاحتيال والابتزاز.

فكلاهما يحملان ماض إجرامي وسجل مهني غير مشرف، وها هما يتبادلان الأدوار حاليا في حرب الدعاية الرخيصة والبروباغندا الممنهجة التي تستهدف مؤسسات الأمن والقضاء.

لكن المثير في هذا الاتفاق الإجرامي هو أن هشام جيراندو ومهدي حيجاوي صدّقا أنهما قادرين على "تغيير النسق العام في المغرب"، لكي يتسنى لهما "الإمساك بزمام الأمور والقيام بما يحلو لهما"! وهذا هو التعبير الحرفي الذي استعمله مهدي حيجاوي في حديث سابق له مع عميله ومأجوره هشام جيراندو، عندما كانا يبحثان عن الزبونية والمحسوبية لإدخال ابنة شقيقة هذا الأخير لكلية الطب بدون التوفر على المعدلات المدرسية المطلوبة.

ف"سرباي كندا" و "لاجودان" المخابرات المعزول، توهّما بأن منصة اليوتيوب قادرة على قذف المغرب بوابل من الصواريخ الفموية! كما توهما كذلك بأن مقذوفات الدعاية المضللة بمقدورها المساس بسمعة المسؤولين المغاربة الذين يشهد لهم العالم بالمهنية والكفاءة والاستحقاق، وفي طليعتهم المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي.

لكن ما يجهله هذا الثنائي الإجرامي، هو أنهما راهنا على مخططات وأساليب مكشوفة، وعلى وسائل بشرية معروفها بسوابقها القضائية العديدة، وأكثر من ذلك اصطدما بجهاز أمني ومسؤولين أمنيين يعرفون جيدا أسلوب الحروب الهجينة، ويملكون الآليات الكفيلة بالتصدي لها وتقويض مخططاتها التي تراهن على الأخبار الزائفة والدعايات الرخيصة لتحقيق أهداف لا تقل عنها عهرا ورُخصا.