فلسطين بالقلب والمغرب أولا‎!‎

محمد أبويهدة الجمعة 13 يونيو 2025
IMG_20250613_114920
IMG_20250613_114920


‏«هل ستكتفي بالمشاهدة؟

كل يوم يسلب من أهل غزة حقهم في الحياة‎...‎

أصواتهم تختنق تحت الركام، وآمالهم معلقة بقلوب لا تزال تنبض بالرحمة‎.‎

أطفال ينامون على أصوات الانفجارات‎...‎

أمهات يحضن أبناءهن دون طعام، دون أمان، فقط خوف ودموع‎.‎

أحلام بريئة تدفن قبل أن تولد... وعيون صغيرة تنتظر من يراها، من يشعر بها‎.‎

لا تجعل إنسانيتك تقف عند المشاهدة فقط‎.‎

كن يد العون، كن الأمل الذي ينتظرونه‎.‎

تبرع وشارك في تخفيف المعاناة»‏‎.‎

هذه دعوة حقيقية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وهي واحدة فقط من المبادرات العديدة واليومية، التي ‏أطلقها وكالة بيت مال القدس الشريف بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، عبر مختلف ‏منصاتها للتخفيف من معاناة الفلسطينيين. وقبيل العيد نظمت التفاتة تضامنية وإنسانية جديدة من خلال ‏حملة لفائدة 350 عائلة فلسطينية متعففة في القدس، في أجواء تميزها مظاهر تضامن المغاربة، مع ‏الأشقاء الفلسطينيين‎.‎

بالروح والقلب تعبر المملكة المغربية وشعبها عن التضامن الفعلي لا بالشعارات الفارغة والأفعال ‏الحمقاء، التي تضمر أكثر مما تظهر‎. ‎

المبادرات الإنسانية المغربية ليست معزولة ولا تنتظر خارج فلسطين إشارة لتصل إلى بيوت ‏الفلسطينيين بل هي عملية يومية من بين العمليات الإنسانية التي يقوم بها المغرب تجاه الفلسطينيين في ‏محنتهم جراء العدوان الإسرائيلي‎. ‎

قبل ذلك كان هناك اختراق مغربي بري للمساعدات الإنسانية إلى قلب غزة، عندما أعطى جلالة الملك ‏محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق ‏البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف. المساعدات الإنسانية كسابقاتها جاءت ‏للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، ومرت بشكل غير مسبوق إلى قطاع غزة عبر مطار تل أبيب لتصل ‏إلى البيوت الفلسطينية‎.‎

هي مبادرات مغربية صرفة لا نعلم الكثير منها، لأنها بكل بساطة لا تستعمل كواجهة إعلامية، ‏فالمغرب وملكه يعيان جيدا أنهما يقومان بواجب تخلت عنه العديد من الدول التي تدعي كذبا وبهتانا ‏احتضانها للقضية الفلسطينية‎.‎

ومن بين هذه الأساطير الكبرى «القافلة» أو «المسيرة» التي تدخل في إطار التضامن التدليسي الذي ‏يمارسه نظاما دولتين تذبح فيهما الديموقراطية يوميا، والتي ليست سوى بروباغوندا منفوخة بالهواء ‏تملؤها الثقوب. النظام الجزائري قمع المتظاهرين من أبناء شعبه الذين خرجوا للتضامن، ويقف اليوم ‏ليروج لقافلة تدعي الحق ومرادها باطل، بعدما أعلن رئيسه ذات نكتة أنه سيرسل جيشه إلى فلسطين، ‏ولازلنا ننتظر جيش الفاتحين هذا‎!! ‎

وفي الوقت الذي يعلن التضامن مع القضية دفاعا عن وحدة التراب الفلسطيني، تكشف الشعارات ‏والملصقات والخرائط المروجة للقافلة عن عداء واضح للوحدة الترابية للمغرب، تقصى خلالها الأقاليم ‏الجنوبية بفعل مقصود من خارطة المملكة‎.‎

لا تستفيد القضية الفلسطينية من هذا الهوس التضامني السياسوي، في حين تحتاج إلى فعل ديبلوماسي ‏حقيقي لوقف العدوان الإسرائيلي. هو فقط طعم لدى بعض الأنظمة ترمي به لشعوبها كي تلهيهم عن ‏الكوارث التي ترتكبها في حقهم، ثم تصرفه في منصات التواصل الاجتماعي كي تتدحرج كرة الثلج ‏وتكبر أكثر لتحجب البصر والبصيرة‎.‎

التيارات التي تتنازع المجتمع بدوره تجد ساحة الإيديولوجيا مناسبة لاستعراض عضلاتها في مثل هذه ‏الفترات من «التدافع» كي تبحث لها عن موطئ قدم، وتسوق إلى بيتها المزيد من الأتباع بدعوى ‏القضية المتلبسة بالدين والدين منها براء. هنا تصبح الحناجر والشعارات أداة للحشد سرعان ما تتبخر ‏في الهواء دون أن تثبت أي شيء، اللهم ما تتستر به من معارضة خفية وخلط للأوراق‎.‎