كشفت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة "سونرجيا" بالشراكة مع صحيفة "ليكونوميست" الناطقة بالفرنسية، أن المغرب يعد من أكثر الدول اتصالا بالإنترنت، حيث يستخدم 81% من السكان منصات التواصل الاجتماعي، وإن بدرجات متفاوتة. ومع هذا الانتشار الواسع، أبرزت الدراسة وجود فجوة رقمية واضحة بين الفئات العمرية والاجتماعية، حيث لا يزال جزء من المجتمع خارج المنظومة الرقمية.
وتصدر تطبيق "واتساب" قائمة المنصات الأكثر استخداما بنسبة 75%، مع تسجيل معدل استخدام يومي يصل إلى 95% بين مستخدميه. وأظهرت النتائج أن الفئة العمرية بين 18 و24 عاماً هي الأكثر اعتماداً على التطبيق بنسبة 88%، تليها فئة 25-34 عاماً بنسبة 85%. وأشارت الدراسة إلى أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في "واتساب" عزز من مكانته كمنصة متكاملة للتواصل والخدمات.
في المرتبة الثانية جاء "فيسبوك" بنسبة استخدام بلغت 62%، مع تفوق واضح لدى الذكور بنسبة 66%. كما سجل التطبيق انتشارا ملحوظا بين الشباب، خاصة في الفئة العمرية 18-24 عاما بنسبة 77%، و25-34 عاماً بنسبة 72%. ولفتت الدراسة إلى أن "فيسبوك" يشهد تطورات كبيرة تعزز حرية التعبير وتدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
أما "إنستغرام" فقد حل ثالثاً بنسبة 42%، مع نسبة استخدام يومي تصل إلى 86%، حيث تفوقت الإناث في استخدامه بنسبة 51%. وجذبت المنصة الشباب بشكل لافت، خصوصاً فئة 18-24 عاماً بنسبة 89%. وأكدت الدراسة أن الفيديوهات القصيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحتا عاملين رئيسيين في جاذبية المنصة.
من ناحية أخرى، دخل "يوتيوب" قائمة المنصات الأكثر استخداماً للمرة الأولى هذا العام، محتلاً المرتبة الرابعة بنسبة 40%، مع انتشار واضح بين الشباب في الفئتين 18-24 و25-34 عاماً. في المقابل، تراجع "تيك توك" إلى المركز الخامس رغم ارتفاع نسبة استخدامه إلى 24%، بينما بقي "سناب شات" و"تيليغرام" محدودي الانتشار بنسبة 14% لكل منهما.
ورغم هذه الأرقام، أشارت الدراسة إلى استمرار الفجوة الرقمية في المغرب، حيث تظل نسبة غير المتصلين مرتفعة بين كبار السن، خاصة في الفئة العمرية فوق 64 عاما بنسبة 47%، وسكان المناطق القروية بنسبة 29%. وهو ما يضع تحدياً كبيراً أمام تحقيق الإدماج الرقمي الشامل في البلاد.