أمام أنظار قادة العالم.. حركة “الصحراويين من أجل السلام” تزيح البوليساريو من الأممية الاشتراكية

أحداث أنفو الجمعة 23 مايو 2025
No Image

من المنتظر أن يتميز اجتماع الاممية الاشتراكية المنعقد حاليا بإسطنبول، بحضور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وعدد من قادة العالم، باتخاذ قرارات غير مسبوقة، ستشكل بداية النهاية بالنسبة لجبهة البوليساريو الانفصالية، من خلال اعتماد مشاركة بحركة “الصحراويين من أجل السلام”، بصفة ملاحظ.

وفي خضم التطورات المتسارعة التي يعرفها ملف الصحراء، بدأت ملامح لاعب سياسي جديد تفرض نفسها على الساحة، بعيدا عن الشعارات التقليدية والمواقف الجامدة.

يتعلق الأمر بحركة “الصحراويين من أجل السلام”، التي خرجت إلى العلن سنة 2020، تسير بخطى ثابتة نحو إحداث تغيير في المشهد التمثيلي الصحراوي، رافعة شعار الحوار بدل الصراع والتعدد بدل الصوت الواحد.

فالحركة التي انبثقت من رحم تجربة سياسية داخل البوليساريو، قد قررت أن الوقت قد حان لقول "كفى" لنهج لم يعد يلبي التطلعات، ليقرر عدد من عناصرها التمرد على الجمود، وفتح نافذة أمل جديدة للصحراويين في الداخل والخارج، من خلال طرح خيار بديل يراهن على التفاوض والحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع.

وفي فترة قصيرة، استطاعت الحركة أن تشكل حضورا لافتا، ليس فقط داخل النقاشات المحلية، بل أيضا على الساحة الدولية، ليكون تتويج ذلك من خلال انتزاع صفة "ملاحظ" ضمن الأممية الاشتراكية، في مؤتمر مدريد سنة 2022، في حدث شكل إشارة قوية على أن صوتا آخر بات يجد من يستمع إليه.

وهو الاعتراف الذي لم يكن ليتحقق لولا دعم سياسي واضح من جهات مغربية، كان أبرزها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي دافع عن مشروعية التعدد داخل التمثيلية الصحراوية، وساهم في تسويق صورة الحركة كبديل سياسي سلمي يستحق مكانًا على الطاولة.

خلال المؤتمر، طرح الوفد الاتحادي سؤالا ظل لسنوات مسكوتا عنه، مفاده: "من قال إن البوليساريو تمثل الجميع؟".. هذا الموقف فتح بابا للنقاش داخل أوساط اليسار العالمي، التي بدأت تراجع مواقفها التقليدية، وتفسح المجال أمام أصوات جديدة تعبر عن واقع أكثر تنوعا داخل المجتمع الصحراوي.

من جانبها، اعتبرت حركة الصحراويين من أجل السلام أن انخراطها في الأممية ليس مجرد إنجاز رمزي، بل خطوة على طريق طويل لبناء شرعية قائمة على الانفتاح والتعدد، مؤكدة أنها لا تسعى إلى مواجهة أحد، بل إلى تمثيل أولئك الذين طالما ظلوا خارج الحسابات.

بالمقابل، لم يتأخر رد فعل البوليساريو التي رأت في الخطوة تكسيرا للاحتكار الذي حاولت فرضه على أصوات ساكنة الصحراء، على عكس الرأي العام الدولي الذي يرى أن ما يحدث اليوم لا يعكس انقساما بقدر ما يؤكد نضجا سياسيا بدأ يتشكل، مع وعي متزايد بأن الحل الحقيقي لن يكون إلا بتعدد الأصوات والانفتاح على كل المقترحات الممكنة.

ولا يمكن قراءة هذا المسار بعيدا عن التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وتزايد عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، الذي يمنح حراك “الصحراويين من أجل السلام” زخما إضافيا، ويعزز موقعه كلاعب جديد في معادلة سياسية معقدة.