فاتح ماي 2025.. الكونفدرالية الديمقراطية تجدد مطلب تحسين دخل الشغيلة المغربية

رشيد قبول الخميس 01 مايو 2025

احتضنت المنطقة التجارية الشهيرة بالدارالبيضاء، المعروفة باسم «درب عمر» احتفال وتخليد رفاق «فقيد الحركة النقابية بالمغرب» الراحل «نوبير الأموي»، بعيد العمال العالمي، وهو الاحتفال الذي أكد فيه قادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على تجديد العهد مع الطبقة العاملة المغربية والعالمية «على درب الكفاح من أجل الكرامة، الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية».

و في كلمة باسم المكتب التنفيذي للكونفدرالية، ذكر نائب الأمين العام ل (CDT) «خالد العلمي لهوير» على أن شعار "لا شرعية لقوانين ومخططات تكرّس الفساد" الذي اختارته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لتخليد عيد العمال هذه السنة، تسعى من خلاله إلى «تسليط الضوء على واقع اجتماعي مأزوم تتقاطع فيه اختيارات اقتصادية غير شعبية، مع استمرار تغييب الحوار الاجتماعي الحقيقي، واستشراء الفساد، وتضييق الحريات»، حيث دعت الكونفدرالية إلى «مراجعة شاملة لهذه الاختيارات، باعتبارها فاقدة للشرعية السياسية والاجتماعية في ظل تغييب الديمقراطية».

من فلسطين إلى المغرب... النضال واحد

واستحضرت الكونفدرالية في تخليدها لعيد الشغل، المأساة التي تعيشها غزة، ووصفتها بأنها "إبادة جماعية تُنفذ تحت أنظار العالم". مؤكدة موقفها الثابت في التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورفضها كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، في انسجام مع شعار الاتحاد الدولي للنقابات لهذه السنة: "لنجعل من فاتح ماي 2025 لحظة للنضال من أجل استعادة الديمقراطية بعد انقلاب المليارديرات عليها".

تحولات دولية... وهم التنمية وواقع التبعية

وتطرقت كلمة المكتب التنفيذي للمركزية النقابية للسياق العالمي الذي وصفته ب "المتوتر"، مع "تصاعد المد اليميني المتطرف في الغرب، وتغوّل السياسات النيوليبرالية التي تضع الشعوب في مواجهة مباشرة مع الفقر والتهميش والاضطهاد، حيث لم تعد القوانين الدولية تحمي الضعفاء، بل أصبحت خاضعة لمنطق الهيمنة والمصالح" تؤكد ال(CDT)، داعية إلى موقف موحد للشعوب والطبقات العاملة لمواجهة هذا المد الاستعماري الجديد.

قضية الوحدة الترابية

لم تغفل الكونفدرالية التأكيد على موقفها الثابت من الوحدة الترابية، معتبرة أن الدفاع عنها لا ينفصل عن تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء دولة القانون، مؤكدة أن تعزيز الجبهة الداخلية وتمتين الثقة في المؤسسات هما السبيل لتحصين البلاد في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

انسداد سياسي واحتقان اجتماعي

وقالت الكونفدرالية إن "فاتح ماي 2025 جاء وسط سياق داخلي عنوانه الأبرز الانحباس السياسي واحتقان اجتماعي متزايد"، نتيجة سياسات حكومية وصفتها "باللاشعبية"، و"تخدم مصالح ضيقة وتكرّس الريع والاحتكار". وأكدت الكونفدرالية على أن "مؤسسات الدولة تعيش أزمة تمثيلية، وأن تدهور الخدمات وتفشي الفقر والبطالة ليست سوى نتائج مباشرة لهذه الاختيارات".

معركة من أجل الحوار الاجتماعي

واستعرضت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في الاحتفال بعيد الشغل "مسارها النضالي الحافل خلال السنتين الأخيرتين، من احتجاجات، إضرابات ومسيرات، دفاعاً عن الحقوق والحريات، ومواجهة القوانين التراجعية، مثل قانون الإضراب ومشروع دمج الصناديق الاجتماعية". وشددت على أن "النضال مستمر لفرض مأسسة الحوار الاجتماعي، وإخضاع كل المشاريع ذات البعد الاجتماعي للتفاوض والتوافق".

مطالب عمالية في الحوار الاجتماعي

وطالبت الكونفدرالية، خلال جولة أبريل 2025 من الحوار الاجتماعي، بتحسين الدخل عبر تفعيل السلم المتحرك للأجور، الزيادة في الأجور والمعاشات، توحيد الحد الأدنى للأجر، مراجعة الأنظمة الأساسية، واحترام الحقوق النقابية. وأكدت أن الحكومة التزمت بمجموعة من الإجراءات، مع تحذير واضح بأن أي تملص من الالتزامات سيكون موضع احتجاج شعبي ونقابي متصاعد.

وشددت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على أن "النضال الديمقراطي سيظل ركيزة أساسية في مرجعيتها الفكرية والتنظيمية، وأنها ستواصل معركتها من موقعها كقوة اجتماعية تقدمية، تناضل من أجل مغرب أكثر عدلاً وكرامة وحرية".