تنبه فعاليات المجتمع المدني بمدينة وجدة على امتداد أشهر، من الوضعية المقلقة التي تعرفها غابة سيدي معافة، التي تعد أهم متنفس أخضر للوجديين، وذلك بعد موجة الجفاف التي تسببت في تضرر الغطاء النباتي، إلى جانب قطع الأشجار الذي أثار غضب الساكنة تزامنا مع مخاوف زحف الإسمنت نحو أطراف الغابة.
وحاولت العديد من الجمعيات تسليط الضوء على مخاطر تداعيات تضرر الغطاء النباتي بالغابة على التوازن البيئي، مع إطلاق حملات للتوعية بين مختلف الفئات العمرية للتعريف بأهمية الأشجار في تنقية الهواء، والحفاظ على التربة والدورة المائية وتخفيف الكاربون بالمحيط، مع اطلاق مبادرات للتشجير عبر غرس أشجار الخروب باعتبارها الأكثر قدرة على التأقلم مع أجواء الجفاف، إلا أن هذه الجهود لم تفلح في التخفيف من حدة الانتقادات التي اطلقها عدد من السكان، خاصة في ظل انتشار صور تظهر تضرر أشجار الغابة بالعوامل المناخية والبشرية إلى جانب الأمراض والطفيليات التي تضعف الأشجار.
وفي ذات السياق، نبهت البرلمانية فاطمة الزهراء باتا، للمشاكل التي تتخبط فيها غابة سيدي معافة باعتبارها متنفسا حيويا لسكان المدينة، وموقعا أساسيا لممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، وعلى رأسها القطع غير القانوني للأشجار الذي تسبب في الرفع من تراجع الغطاء النباتي وتقليص المساحات الغابوية المتأثرة سلفا من التغيرات المناخية، وهو ما بات يزيد من هشاشة النظام البيئي بالمنطقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأشارت باتا في سؤال موجه لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى كون التحديات البيئية المتزايدة تهدد بقاء هذا الفضاء الغابوي واستدامته، متسائلة عن مدى جاهزية واستراتيجية السلطات المحلية لحماية هذا الإرث الطبيعي من التدهور المستمر، وذلك في سياق استراتيجية "غابات المغرب 2020-2030" التي تؤكد على تعزيز التدبير التشاركي للمجالات الغابوية، كما ساءلت النائبة عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية الوزير الوصي حول الخطط والإجراءات التي يعتزم تنفيذها للحد من آثار الجفاف والتصحر الذي يهدد الغابة، و مدى انخراط مختلف الفاعلين في تنزيلها على أرض الواقع.