ما تقيش كوفيتي!
وكلما اعتقدنا أن القوم وصلوا قاع القاع، ولم يجدوا وسيلة نزول أخرى نحو المزيد من الأسفل، إلا وعاجلونا بالصادم الجديد من الاختراعات والإبداعات.
آخرها، (يا سيدي يا ولد مولاي)، أن طرف القماش الذي يضعه الأهل في الشرق الأوسط، فلسطين وسوريا وبعض مناطق لبنان والعراق، والمعروف بالكوفية، لأن أهل الكوفة في العراق كانوا يغطون به رؤوسهم من الشمس، أصبح مقدسا وغير قابل للانتقاد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ستقولون «كيف؟»، سنقول «هاد الشي اللي عطا الله والسوق»، وسنفسر، وسنحاول التوضيح: أحد الحمقى من موتوري مشاهدة قناة «الجزيرة» 24/24 و7/7، بلغت به الحمى الباردة المراتب المتقدمة، فاقترح أن يصرخ في وجوهنا نحن المغاربة المساكين واللطفاء أن «حي على تقديس الكوفية».
ومن اليوم فصاعدا لن يكون بإمكانك ارتداؤها لا فوق رأسك، ولا على كتفيك، ولا وضعها على أي مكان من جسمك نحيلا كان أم بدينا، ولا يمكن لجميلاتنا والأخريات الأقل جمالا وأنوثة أن يضعنها فوق الشعر بتلك الطريقة الأنيقة والجميلة التي تثير الأحاسيس، ولا يمكن فعل أي شيء بها.
لا، اليوم، وحسب هذا المنطق الأحمق السائد، سنضع كل الكوفيات الموجودة هنا في المغرب في مكان ما، وسنشرع في تقديسها، وقراءة الورد قربها مرة في الصباح وأخرى في المساء قبل الخلود إلى النوم، لماذا؟ لأنها مقدسة...!!!
هل ينصر هذا المنطق الأحمق فلسطين وقضيتها فعلا؟
لا جواب لدينا، ويكفي رؤية كل ما قدمه أصحاب هذه الأفكار وهذا التفكير لغزة (أي اللا شيء غير الصراخ) طيلة فترة قصفها المدمر لمدة خمسة عشر شهرا للعثور على جواب، لذلك لا مفر من قولها: كان الله في عون قضية يناصرها أمثال هؤلاء، ويا لحسن حظ أعدائها بهم.
فعلا، ما أسوأ حظ القضية الفلسطينية، وهي تجد نفسها منصورة بهؤلاء المنهزمين.
رضا وأنصار «الزعيم»!
يحق لأنصار «الجيش الملكي» الدفاع عن فريقهم ضد ما اعتبروه إساءة لهذا الفريق من طرف الفنان رضا علالي، من مجموعة «هوبا هوبا»، لكن لا يجب أن يتحول الدفاع عن الفريق إلى إرهاب فكري، لأن منع إقامة حفل في العاصمة لفرقة «هوبا» بسبب تصريحات العلالي هو فعلا إرهاب فكري، وهذه يجب أن نمتلك شجاعة قولها والتصريح بها، حتى وإن أغضبت من يريد الغضب.
الكرة هي رياضة في نهاية المطاف، فيها فوز وخسارة وتعادل، وفيها نقار محمود بين أنصار الفرق الكروية نسميه نحن المغاربة «الشدان»، هو ملح طعم الكرة.
وعندما ننتقل من «الشدان» العادي إلى «الشدان» الفعلي، أي إلقاء القبض على عباد الله والاعتداء عليهم وضربهم وتخريب الممتلكات بداعي حب الفريق، ننتقل من التشجيع إلى الإجرام.
وعندما نشرع في إصدار قوانين منع الفرقة الفنية الفلانية، أو المغني الفلاني من دخول مدينتنا لأنه يشجع فريقا آخر غير فريقنا، ندخل مراحل «التسطية» الحقيقية، ونصل إلى درجات من «السيبة» لا يمكن القبول بها أبدا.
«الزعيم» فريق مغربي كبير جدا، وهو ملك كل المغاربة، وعلى بعض أنصاره الجدد أن يفهموا هذه المسألة جيدا: الجيش أكبر من مثل هذه التصرفات.
لذلك رجاء، دعوا الكرة في حدود الملعب والتنافس والتشجيع، وتحقيق الألقاب على أرضية الميدان، ودعوا الناس تعبر عن آرائها دون خوف، فمن العيب أن تقول إنك ابن الحركية، ومتشبع بثقافة الألتراس، وتطالب بالحرية لك ولرفاقك، وتناضل ضد المنع داخل وخارج الملعب، وعندما يقول لك فنان في برنامج إذاعي رأيا لا يروقك تمارس الديكتاتورية والإرهاب الفكري في أبشع صورهما.
«هنيونا»، رحمكم الله، فإن الأمور في هذا المجال تتجه نحو أسوأ الأسوأ لا قدر الله...