لأجل الأسرة المغربية، ولأجل ما فيه صالحها، أي لأجل مجتمع المغرب كله، هذا الإصلاح هام، وأساسي، وضروري.
ولأجل مستقبل البلاد والعباد، والقطع مع كل ما كان يعرقل مسيرة ومسير ومسار الناس هنا، رجالا ونساء، نحو تحقيق العدل في أول مكان قبل تحقيقه في بقية الأمكنة: المنزل وبين أفراد الأسرة الواحدة.
ولأجل القطع مع من وقفوا، وجيشوا، وحرضوا، وخونوا، وكفروا، فقط لكي يمنعوا أي تغيير في الظلم الواقع الذي اعترف ويعترف به الجميع، وكل هذا باسم قراءة متجاوزة جدا للكثير من الأشياء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ولأجل استلهام روح الدين الإسلامي الحقيقية، وهي روح مودة ورحمة نسكن إليها، نحن مالكية المغرب منذ قديم الأزل، ونجد في الحفاظ على مرتكزاتها من خلال التشبث بروح الشريعة، والإصرار على فتح باب الاجتهاد المتفتح العالم، طريقتنا للتفرد بإسلامنا المغربي، المختلف عن قراءة البقية كلها للدين.
ولأجل كل صغيرة أو صغير تعرضا للقهر بسبب قراءة ذكورية انتصرت للأقوى، وظلمت الأضعف، واعتبرت ألا شيء وقع، وأن الأمور لا تتطلب كثيرا من الكلام حولها، بل قضاء الحاجة بتركها، والعبور نحو مزيد من الظلم من طرف «سي السيد» لمن اعتبرها الجهل القاتل مجرد «ولية»، لا تستحق أي تعاطف أو نضال.
ولأجل صورة المغرب المستقبلية، وهذا البلد الشريف والعظيم يستعد مجددا لاحتضان كل التظاهرات العالمية، دليل ثقة كبرى من طرف المنتظم الدولي فينا، وفي ملكنا، وفي شعبنا، وفي بلدنا، وفي حضارتنا، وفي قدرتنا على التميز على من عدانا، وفي صدق من أسمانا «الاستثناء المغربي»، منذ بداية كل الأشياء.
ولأجل الانتصار للجانب المضيء فينا، وقهر أوجه الظلام، وإعلاء راية الحق والانتصار للإنسان، لابن آدم الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، ولم يخص بالتكريم الذكر دون الأنثى.
ولأجل تذكير من يحاولون النسيان أو التناسي، ويشهرون لنا تجارب الشرق وتجارب الغرب، محاولين إقناعنا أننا لسنا الرواد في كل المجالات، وفي مجال تكريم الأسرة هذا أيضا، وفي مجال فتح الحريات، وفي مجال تحرير المرأة، وفي مجال اعتبارها أخت الرجل بالكامل، وفي مجال الاقتناع التام والكامل أن مجتمعا يعاني من عرج السير برجل واحدة ومن عمى النظر بعين واحدة، هو مجتمع لن يسير بعيدا وصحيحا، ولن يرى أبعد من أرنبة أنفه بكل تأكيد.
من أجل المغرب كله نساءا ورجالا، ومن أجل تكريم ماضينا، والاحتفال بحاضرنا، وتأمين مستقبلنا، هذه المدونة التي تعيد فتح ملف وضع الأسرة المغربية، بعد عشرين سنة من الفتح الأول، هي ورشنا الكبير المشترك. وعندما نرى الاهتمام الملكي السامي بها، ونتابع الحرص المولوي الكريم على تتبع الصغيرة فيها قبل الكبيرة، وفق منطق «لن أحل حراما، ولن أحرم حلالا»، الذي يحرص عليه جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، ووفق منطق الاجتهاد العالم المتفتح، المراعي لكل جوانب المدونة، المنصت لنبض كل المعنيات والمعنيين بها، من الفقه والعلم حتى السياسة وحقوق الإنسان وأصوات المجتمع المدني، ومطالب الهيآت النسائية المناضلة، وتقارير المشرفين الاجتماعيين والعاملين في ميدان الأسرة هذا، نعرف، بل نتأكد، أن هذه المراجعة ستكون في الموعد، وأننا منذ عشرين سنة مضت، لم نخلف الموعد مع النقاش وفتحه، بل طرقناه المرة الأولى بشجاعة، ونعود الآن لكي نكمل المشوار، ولكي نؤكد للأسرة المغربية، برجلها وامرأتها وأطفالها، أن المملكة تضعهم في قلب الاهتمام، وتؤمن أن أي إصلاح للمجتمع الكبير سيكون مستحيلا دون إصلاح بذرته الأولى والنواة المؤسسة له، مجتمعنا الصغير المسمى أسرتنا، ودون بنائه على العدل الحقيقي كله.
العدل الذي تضمنه كل الشرائع السماوية، التي ختمها الإسلام بأكبر انتصار للآدمي فينا.
لنجعله درسا مغربيا جديدا للعالم كله، ولا نتصور أنفسنا، نحن المغرب ونحن المغاربة، إلا قادرين على ذلك، وبامتياز تضمنه لنا عراقة السنوات والعقود والقرون، وتساعدنا عليها قدرتنا، دون غيرنا، على النظر نحو المستقبل بكل اطمئنان مغربي أكيد