ولاتفعل الأيام سوى أن تصدق ماقلناه قبل الجميع، وقيل لنا "لا، إنكم تبالغون".
ولاتقوم الأيام إلا بهز الرأس المرة بعد الأخرى موافقة على ماسبق وكتبناه وقلناه، لتؤكد لنا أن الفراسة منا، وهي المؤمنة إيمان العجائز والصبيان الصادق، لا إيمان السياسيين الكاذب، هي القلب والدليل منا في كل شيء.
متى قلنا بأن الثقة في رجل مثل عبد الإله ابن كيران هي خطأ جسيم؟
منذ زمن بعيد.
متى قلنا إنه لم يتخلص، ولن يتخلص أبدا، من عقلية "أمن أجل كلب أجرب يحكم على خيرة شبابنا بالإعدام؟" التي قالها يوم اغتال تنظيمه "الشبيبة الإسلامية"، الشهيد عمر بنجلون، رحمه الله؟
منذ زمن أبعد.
متى ذكرنا الجميع أن من يقول للقضاء في دولتنا "لن نسلمكم أخانا"، وهو يتحدث عن متابع في جريمة اغتيال سياسية وإيديولوجية داخل الحرم الجامعي هو خطر حقيقي علينا جميعا؟
قلناها منذ كان ضروريا قولها.
لم نصدق أبدا تهريجه والترهات، وكنا نؤكد للمحيطين بنا أنه يغطي عجزه عن تسيير الشأن العام، وعدم إيمانه بالحرية والاختلاف بكلام السوق الذي كان ينثره، هنا وهناك، عبارة عن وصلات من "الحلقة" البذيئة والرديئة، لاتستطيع أن تصل إلى "فن تحلايقت" الأصلي، لكنه في عمق العمق، الأخطر من بين كل إخوانه.
ويوم تنصل من كل شيء، وأنكر الجميل كله، وذهب يجري إلى القناة التي يمر منها أهل جماعته كلهم، لكي يقول بكل جبن الكون "أنا لاسلطة لي في المغرب ولا أحكم"، أعدنا التذكير بها، وقلنا إن سؤال "الجماعة أم الوطن"، سيظل مطروحا على الكائنات المنتمية إلى هاته الحركات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، أينما وضعت هاته الكائنات، ومهما تعاملت معها بكل طيبوبة وحسن نية الكون، لأنها قنافذ، ولا أملس فيها إطلاقا.
بعدها، أصبح قعيد صالون مولناه جميعا، يضع رجليه بقلة ذوق كبيرة فوق الكرسي، ويمسك بجريدة عن بعد ويحدق فينا، وهو يعطي النقط للجميع.
تمسك ببذاءته حتى اللحظة الأخيرة، وعادت إليه طبيعته الأولى التي كان صاحبها أيام نزقه التي لم يخرج منها أبدا إلا تقية ونفاقا، وشرع في "تقطار الشمع"، على رؤوسنا جميعا.
اليوم، هو وصل إلى المنتهى.
أصبح المرشد الأعلى.
تحول إلى المفتي الأكبر.
أمسك بيده صكوك الغفران، ومفاتيح الجنة والنار، وصار يوزع، بوقاحة كبرى غير غريبة لا عنه ولا عن حزبه الفاشل، على المغاربة الصفات: هذا وطني، وهذا نصف نصف، وهذا في البين-بين، والآخر وجب قتله وتعليق جثته في الساحات.
تراه يعتقد حقا أنه يستطيع لعب هذا الدور؟
وأين؟
في المملكة المغربية الشريفة؟
ومع من؟
من المغاربة الأحرار؟
هل اختلطنا في ذهنه، وهو يقترب من ألزهايمر السياسي والبيولوجي، نحن أمة المغاربة مع الشعوب الأخرى، ونحن دولة المغرب مع الدول الأخرى؟
هل يتصور نفسه فعلا بهذه القوة لكي يصدر الفتوى، ويطالب بتطبيق الحد علينا هنا والآن؟
هو يعتقد، بسبب قراءته القاصرة للأشياء والأوضاع والأشخاص أن "نعم".
نحن نقول له "خسئت، ولن يصل ذلك اليوم في وعلى المغرب أبدا".
سنظل مؤمنين بدولتنا وثوابتنا وقوتنا، وماتوافقنا، بنضال السنوات والعقود والقرون، على العيش به وتحت ظله، قبل أن تتأسس جماعتك وبقية الجماعات المارقة، التي تريد إعادة إدخال المسلمين إلى دين الإسلام، وتريد في الوقت ذاته إخراج كل من يعارضها ويقول لها حقائقها الأربع كلها، من الملة والدين والوطن ومن كل الانتماءات.
لم نصدقك يوما، ولن نصدقك أبدا أيها الكذاب الأشر. لذلك قل ماشئت، فأنت كتبت عندنا، وعند الناس، وعند الله قبلنا وبعدنا، كذابا إلى يوم الدين.
إنتهى الكلام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });