في سؤاله الكتابي الموجه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الحالي، عز الدين ميداوي، انتقد النائب عن الاستقلالي، عبد العزيز درويش، وزير التعليم السابق،عبد اللطيف ميراوي، بسبب مقاربته في التعاطي مع ملف طلبة الطب الذي امتد لأشهر، ما شكل عبء نفسيا كبيرا على الطلبة، وهو ما رأى فيه البعض سببا في انتحار طالب بكلية الطب والصيدلة بمراكش السبت الماضي 26 أكتوبر، بعد أن كشفته أسرته مروره بضغوطات نفسية على مدى أشهر، ما دفعه إلى تناول جرعات كبيرة من الأدوية.
واعتبر درويش، أن انتحار الطالب يشكل خسارة للمجتمع، ويطرح العديد من التساؤلات "حول الأوضاع التي قد تدفع شابًا مثقفًا وطموحًا إلى اتخاذ مثل هذا القرار المفجع، في سياق مغربي عام وسياق خاص يتعلق بأزمة طلبة كلية الطب، التي عمرت طويلا دون حل يلوح في الأفق"، يقول النائب الذي اعتبر الحادث المأساوي دافعا لتغيير إيجابي في مقاربة حل مشكل طلبة كلية الطب بالمغرب، عبر توفير بيئة مناسبة لإنجاح الحوار وإيجاد حل ينهي الأزمة ويمنع تكرار حدوث حالات مماثلة بعد أن تسببت الأزمة في خلق واقع اليأس وضربت كل مقومات الاستقرار النفسي والاجتماعي والدراسي والمهني للطالبات والطلبة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واعتبر النائب الاستقلالي أن الحادث المأساوي يسائل الوزيرين السابقين في التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي، و الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب ، بسبب فشلهما في مقاربة هذا الملف، مبديا أمنيته في أن تتغير هذه المقاربة في ظل الوزيرين الجديدين حتى لا تتكرر نفس المأساة بسبب استمرار الوزارتين المعنيتين في فرض مقاربتهما.
وساءل درويش الوزير وزير التعليم والبحث العلمي والابتكار الحالي، حول الإجراءات التي اتخذها لتسريع إجراء حوار جدي وحقيقي مع الطلبة لحل الأزمة، إلى جانب التدابير اللازمة لاستدراك الزمن المهدور من الدراسة والتكوين هؤلاء، كما التمس منه التسريع في ايجاد حل حقيقي لهذه الأزمة التي عمرت طويلا.
وفي ذات السياق، ساءل النائب العياشي الفرفار، الوزير ميداوي ، حول الإجراءات الاستعجالية التي سيتخذها لمعالجة تداعيات الضغوط النفسية والاجتماعية الحادة التي يعيشها طلبة كلية الطب، وذلك بعد تنامي ظاهرة العنف المعنوي والتنمر والتشهير، نتيجة انقسام الجسم الطلابي ما بين مؤيدين ومعارضين من المشاركة أو المقاطعة للتكوين والإمتحانات.
ونبه النائب عن الفريق الاستقلالي، من وصول العنف المعنوي إلى درجة غير مقبولة، مما يؤثر سلبا على السير العادي للدراسة وعلى الأجواء العامة بالكليات وتسميم العلاقات الإجتماعية داخل الحرم الجامعي وخارجه، بعد إنشاء حسابات مجهولة متخصصة في التشهير بالطلبة الذين اجتازوا الامتحانات ونشر أسمائهم للعلن.