أخرج النجاح الخرافي لزيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، البعض هنا داخل المغرب عن حالة الهدوء والتعامل الطبيعيين المفروض أن تتحكم في تصرفات من يدعي أنه يمارس السياسة، وكشف هذا النجاح المكنون الداخلي لكارهي انتصارات المغرب في كل المجالات.
نعم، لدينا الحاقد الخارجي، وقد تعودنا منه الحقد المجاني على بلدنا، وطبعنا ومارسنا التطبيع مع حسده لنا وحقده علينا، حتى أصبحنا نضحك منه ولا نقول أمام كل بادرة حقد جديدة منه إلا عبارة «اللهم كثر حسادنا»، وكفى.
لكننا أمام الحاقد الداخلي ملزمون ببعض من كلام، حتى وإن كان عدد الحاقدين هنا قليلا ونشازا لا يعتد به، إلا أن هذا التشويش الصغير يستحق الانتباه إليه، والحديث عنه بكل صراحة مغربية، على سبيل إزالة الحصاة الصغيرة من الحذاء، من أجل مواصلة المسير المستريح.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ما الذي أغضب الحاقد الصغير، المسن عمرا، الحدث عقلا وسياسة، مجددا من زيارة ماكرون الناجحة للمغرب؟
أغضبته حقيقة قاسية عليه، هي أن كل حملات التشويه التي انخرط فيها بتوجيه ودعم من الحاقد الأجنبي لم تؤت أي أكل.
بالعكس، ازدادت مصداقية المغرب، وتزداد، وستزداد، كلما اصطفت الجوقة إياها ضد بلدها ومصالحه.
وبالعكس ظهرت أكاذيب الماضيين البعيد والقريب دليلا فعليا على قوة المغرب.
وبالعكس للمرة الثالثة، وفي الإعادة إفادة والتكرار يعلم الشطار، فهم الجميع، محبين وحاقدين، أن قافلة المغرب تدرك مسارها جيدا ولا تخبط خبط عشواء، والحاقدون هم الذين يتوهمون أشياء وصلوا إليها، في عز هذيانهم المشترك، ويبنون على الاستيهامات السيناريوهات والحجابات الفارغة، ويشربون نخب تنصيبهم زعماء وقادة لكل هذا الحقد المجاني الجبان.
وعندما تعود إليهم الفكرة وتطير عنهم السكرة، ويكتشفون أنهم كانوا يتوهمون فقط، يمرون إلى ما يمر إليه غير السوي عقلا: التكسير والصياح والعربدة... فقط، لا غير.
نعم، هذه هي الصورة الحقيقية لحالهم، وهي وإن بدت كاريكاتورية، إلا أنها صادقة أمينة في وصف حال هذه العصابة الحاقدة التي اختلط في ذهنها وعليها النضال السياسي القديم بمعارضة بلادك في كل شيء، ولم تعد تميز في خصومتها السياسية بين فجور سافر، وبين آخر مستتر لا يظهر جليا، لأنها فقدت الصبر أو تكاد.
نحن نقولها منذ القديم، ولا نمل من تكرارها: في معارك الصبر هاته والنفس الطويل، لا يمكنك أن تغلب الإمبراطورية الشريفة.
ستتعب كثيرا وأنت تحاول النيل منها، ولن تنال.
وسترهق نفسك وجسدك، وستتعب روحك المريضة أصلا، وأنت تنظر سقوط بلد لا يعرف معنى السقوط.
ستراكم الخيبات تلو الخيبات، وسينعكس الأمر على شكلك وحالك، وسيمس بلظاه المقربين منك. وكلما ازددت حقدا على المغرب وانتصاراته، كلما ازداد تأثير هزيمتك الأبدية عليك، وكلما مررت إلى الحالات القصوى من الانهزام، مرة بعد مرة.
مع الحاقد الخارجي لا إشكال، نصبر على أذاه لأنه لا يعني لنا في نهاية المطاف أي شيء.
مع أتباعه من حاقدي الداخل، نعترف بها لأننا مغاربة ونفهم معنى الانتماء المغربي الحقيقي، الأمر مؤلم، لأنك تضطر بين الحين والآخر لكتابة كلام مثل هذا عن مواطنين لك يحملون معك نفس الأوراق التي تدل على نفس الجنسية، لكن يتصرفون بشكل يفرض طرح السؤال حقا عن كمية «تمغربيت» لديهم.
ليس تخوينا، ولا توزيعا لصكوك، (ولا إدخالا ولا إخراجا)، إلى ومن أي شيء، ولا بقية الترهات وكلام وإنشاء من كانوا دوما كسالى، وسيبقون.
هو التساؤل المغربي الواضح والبسيط: كيف نسمي من تزعجه انتصارات وطنه باستمرار؟؟؟
«جاوب آلمجتهد».