شكلت مدن الشمال خلال السنوات الأخيرة، نقطة جذب سياحية بامتياز، وعلى الرغم من تزايد الأصوات المتذمرة من موجة الغلاء التي رمت بظلالها على القطاع السياحي خلال شهر يوليوز تزامنا مع إطلاق حملات رقمية لمقاطعة بعض المدن بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار الخدمات السياحية، إلا أن شهر غشت الماضي عرف إقبالا كبيرا على مدن الشمال رغم استمرار موجة الغلاء، ما بث الروح في القطاع رغم التخوف الكبير الذي أبداه عدد من المهنيين.وأكد النائب حميد الدراق، عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، على الدور المهم الذي تلعبه فرص القطاع السياحي للحد من الفقر والإقصاء الاجتماعي وتقليص التفاوتات المجالية، ما يتطلب توفير المزيد من الشروط المساعدة على جذب المزيد من الاستثمارات التي تجلب معها عائدات مالية وتوظيفية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبر تحفيز الاستثمار في الخدمات والتنشيط السياحي.ودعا الدراق وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتعزيز اتجاهات السفر الجديدة التي باتت تفرض نفسها خلال العقد الأخير، وفق مقدمتها السياحة في بعدها الثقافي والبيئي والاجتماعي، وهي الاتجاهات التي يمكن الانفتاح عليها من خلال الاستفادة من تجربة الجارة الاسبانية، حيث يتم الاعتماد بشكل كبير على الإقامة مع العائلات كواحد من النماذج المطروحة التي تستثمر الجانب البشري والثقافي المحلي، وتفتح الباب أمام تجربة سياحية وإنسانية منفتحة على غنى التراث بمدن الشمال. وفي عدد من الأسئلة الكتابية الموجهة لوزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، تمت الإشارة إلى أهمية قطاع الصناعة التقليدية في تعزيز مكانة السياحة وجاذبيتها بإقليم تطوان، عبر التعريف بها والتسويق لها والتشجيع على استهلاكها، ما يحقق أهدافا ثقافية و اقتصادية واجتماعية في نفس الوقت، حيث تعاني المنتجات التقليدية عموما من مصاعب التسويق وتراجع الاقبال على تعلمها من طرف الجيل الجديد الذي يلاحظ غياب مردوديتها المادية، ما يحتاج لبعث الروح فيها عبر وضعها ضمن منظور استراتيجي سياحي شامل.و ارتباطا بالوضع السياحي في جهة طنجة تطوان الحسيمة، سائل النائب الدراق، الوزيرة عمور حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحفيز الاستثمار في التنشيط والخدمات السياحية بالجهة، إلى جانب سبل تعزيز مكانة السياحة الثقافية بإقليم تطوان، و مكانة الموروث الثقافي والتراث المحلي في المسارات السياحية، إلى جانب تصويب الاختلالات التي يعرفها قطاع الصناعة التقليدية بإقليم تطوان.