حكاية أسد عين أسردون «المختفي»

جماعة بني ملال تجر على نفسها وابلا من الانتقادات والسخرية
بني ملال: لكبيرة ثعبان الخميس 15 أغسطس 2024

 

تعود ساكنة المنطقة عليه وزوارها، أيضا، إلى أن أضحى رمزا لا يمكن أن تخطئه العين. ذلك الأسد القديم المنحوت في حجارة وطين المنطقة، والذي اختفى بعد أن قررت جماعة بني ملال إعادة تهييئة منتجع عين أسردون الشهير.

تناسلت الانتقادات حول الاختفاء، ثم نبت هناك على حين غرة أسد آخر بمقومات جمالية فاشل. بعد لغط كبير في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ردت الجماعة على السائلين عن الأسد الغابر. رد كانت له ثلاثة ارتدادات في المنطقة.

وجر مجلس جماعة بني ملال على نفسه وابلا من الانتقادات والسخرية والتهكم حينما أعلن، في بلاغ توضيحي للرأي العام، أن «صفحة مجلس جماعة بني ملال تلقت العديد من الاستفسارات حول مجسم على شكل أسد  ومجسمات أخرى تم وضعها بمنتزه عين أسردون والتي أثارت استياء الساكنة وعدد من أعضاء المجلس».

وأضاف: «يريد مجلس جماعة بني ملال أن يوضح للرأي العام أنه لم يحدد أي ترخيص أو موافقة رسمية لإنشاء أو وضع هذه المجسمات، وأنه لم  يسبق التداول حولها في إطار مشروع تهيئة منتزه عين أسردون الذي تشرف على إنجازه وكالة تدبير المشاريع».

وبمجرد وضع البلاغ في الصفحة الرسمية للجماعة انهالت عليه عشرات التعاليق. وعلقت الناشطة الحقوقية حفيظة حيون تقول: «الارتجالية في اتخاذ القرارات والارتجالية في التراجع عنها بعد ضغط الساكنة الغيورة على هذا الإرث التاريخي للمنطقة وأبنائها ولكل السياح المغاربة». وزادت: «عين أسردون منتزه تعرض للكثير من التشويه لملامحه التي كانت جميلة وصارت الآن قبيحة بسبب غياب الذوق الفني والجمالي لدى المسؤولين على هكذا قرارات». وأضافت متسائلة: «هل المنتزه صار مشاعا لكل من هب ودب ليصول فيه ويجول ويقرر مكان المسؤولين الحقيقيين؟».  

ثم أردفت: «نتمنى أن تعيدوا لعين أسردون جمالها الأول ورونقها الطبيعي بدل تحويلها إلى قطع إسمنتية تدين الإجحاف الذي طالها بعدما كانت الرئة الوحيدة للساكنة للهروب من حر الصيف بعدما جفت العيون التي كانت تخترق المدينة وطالتها الأزبال.. بدلا من هذه المجسمات المشوهة زينوا الشوارع بالأشجار والأغراس حتى تستعيد مدينة بني ملال لقبها السابق: المدينة الخضراء أو كاليفورنيا المغرب».

وعلق محمد منيالي: «هذه هي الكارثة العظمى ألا يكون في علم المجلس بكل أجهزته ومعاونيه ما يجري بمحيطه والأقسى من ذلك أن يكون الاعتراف بهذه الزلة بمثابة حدث عادي يضمد مأساة الزائر وساكن بني ملال. إنها العبثية في أبشع تجلياتها. إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة..». فيما علق إناس عمار بالقول: «كون غير بقيتو ساكتين ولا هاد البيان علاه بالسلامة ملي كانو كيحطو فيه ويقادوه ما عندكم مراقبين كيدورو ما وصلاتكم خبار وهما الصفحات صدعونا بالسبع السبع وهو ما كيشبه للسبع فوالو دابا كتقولو حنا ما فراسناش فشكل هادشي والله». وعلق محمد نجاح: «حشومة مجلس مدينة بني ملال يصدر مثل هكذا بلاغ، راه هذا البلاغ في حد ذاته سبة وإهانة لكم.. إذا ما نفهمه من هذا البلاغ أنه السيبة ولات في البلاد، وأكبر منتزه في المدينة والمنطقة لا رقيب ولا حسيب عليه، إذا المجلس البلدي ضعيف ولا يقوم بواجبه واختصاصه وهو مراقبة وتدبير والحفاظ على المرافق العامة، العذر أقبح من الزلة..».

من جهتها علقت فاطمة عياد: «كركوك ديال الرملة والسيمة فرمشة عين كيبان قدام شي دار كطيرو لجنة على قدها وهذا مفخباركمش سبحان الله. السيبة والتسيب. إوا الكاميرات للي دارو في العين مخدامينش على الأقل يجيبو لخبار».
بدورها علقت عائشة المسفيوي بقولها: «إذن السيبة في البلاد اللي بغا يدير شي حاجة مسموح. العذر أكبر من الزلة...». فيما علق محسن أديف: «لا يمكن وضع مجسمات في مكان سياحي مثل منتزه عين أسردون بدون موافقتكم المسبقة..».

وكانت الجهات المسؤولة قد استقدمت منذ أيام مجسما قيل إنه أسد لكنه لقي انتقادات شديدة من قبل المتتبعين للشأن المحلي والكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا باستقدام مجسمات تليق بجمال عين أسردون، أو البحث حول الطريقة التي اختفى بها أسد العين رفقة النمر، أو على الأقل تقديم شبيهيهما بالحجر المنحوت.