14 غشت !

أحداث. أنفو الأربعاء 14 أغسطس 2024

هو ليس يوما عاديا هذا الذي نخلده كل سنة في عز العطلة الصيفية، هو يوم الرابع عشر من غشت الذي يوافق الذكرى الـ 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب من الاحتلال الإسباني، التي تشكل محطة تاريخية وضاءة في مسيرة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية، وذلك في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة الدائمة والمستمرة لصيانة الوحدة الترابية المقدسة.

ففي يوم 14 غشت 1979 ألقى وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل وادي الذهب بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني نص البيعة، معلنين ارتباطهم الوثيق بالمغرب، وبالوحدة الترابية، ما شكل إبانها ضربة لخصوم المملكة.

وخاطب جلالة الملك الراحل الحسن الثاني أبناء القبائل الصحراوية قائلا: “إننا تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم. وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر”.

هذه البيعة الغالية بين الصحراء المغربية العزيزة على قلب كل مغربية وكل مغربي، وبين العرش العلوي، هي آصرة ورابطة دم وروح، وعنوان انتماء وانتساب، ووصل لايمكن أن ينقضي، يجعل المغرب، منذ صنعت جزائر بومدين بعد ليبيا القذافي هذا النزاع المفتعل حول صحرائنا، متمسكا أكثر مما توحي به الكلمة بصحرائه، يعتبرها جزءا أساسيا من أسس وجوده، ويعلن على رؤوس الأشهاد دوما وأبداً أنه في صحرائه، مثلما هي، أي الصحراء، في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

هذه السنة انضافت دولة عظمى أخرى، هي فرنسا، إلى لائحة الدول الكبرى في العالم التي فهمت هذا الارتباط التام والكامل بين المغرب وصحرائه، واستوعبت أن الرهان على المستقبل يكون فقط بالرهان على المغرب وتصوره لوضع حد لهذا النزاع المفتعل، وترك مختلفي النزاع يعضون أصابع الندم على كل سنوات الضياع التي صنعوها فقط بسبب حقدهم على الجار المغربي. 

نعم، يوم 14 غشت ليس يوما عاديا. إنه اليوم الذي نتذكر فيه أن مايجمعنا مغربنا بصحرائنا هو الوجود ذاته، لا أقل ولا أكثر.