بعد الصفعة التي تلقتها مؤخرا من باريس باعلان دعمها لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية, لا تزال الجزائر تتخبط في مواقف مرتجلة للانتقام من فرنسا.
فبعد سحب سفيرها من عاصمة الانوار , أعلنت على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف أمس الأربعاء أنها ستتخذ إجراءات إضافية ضد فرنسا ردا على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية, وفق وكالة الانباء الفرنسية.
التهديد الجديد جاء في مؤتمر صحافي في الجزائر العاصمة, وقال فيها الدبلوماسي الجزائري "سنقوم بالخطوات اللازمة التي سنعب ر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة خطيرة على المنطقة والجهود التي تبذل خصيصا في هذا الظرف لإيجاد حل سلمي وسياسي لقضية الصحراء المغربية".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأضاف أن قرار الجزائر استدعاء سفيرها من باريس للتشاور ليس سوى خطوة أولى ستليها خطوات احتجاجية أخرى., معتبرا أن "هذا ليس مجرد استدعاء سفير للتشاور، هذا تخفيض لمستوى التمثيل الدبلوماسي. إن ها خطوة مهم ة للتعبير عن إدانتنا واستنكارنا" لموقف باريس. وأضاف أن "سحب السفير خطوة أولى ستليها خطوات أخرى" لم يكشف عنها.
وبحسب الوزير الجزائري فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أبلغ نظيره الجزائري عبد المجيد ت ون على هامش قمة مجموعة السبع في يونيو بإيطاليا بالقرار الذي تعتزم باريس اتخاذه. وكان الرئيس الفرنسي قد أكد في رسالة له الى جلالة الملك محمد السادس أن المقترح المغربي "يشكل، من الآن فصاعدا ، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وكان مقررا أن يزور تبون فرنسا في شتنبر، لكن عطاف لمح إلى أن هذه الزيارة قد لا تتم بسبب موقف ماكرون, بالمقابل وده جلالة الملك محمد السادس دعوة الى الرئيس الفرنسي لزيارة المغربية في اطار زيارة دولة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
للاشارة فان الموقف الفرنسي, لقي ترحيبا في المغرب وحتى في فرنسا, وفي هذا الصدد أكد الخبير الجيوسياسي، إيمانويل دوبوي، أن قرار فرنسا الداعم لسيادة المغرب على صحرائه يعيد العلاقة بين البلدين إلى المسار الصحيح. وقال رئيس معهد الاستشراف والأمن بأوروبا، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، إن الأمر يتعلق " بتطور إيجابي للموقف الفرنسي الذي طال انتظاره، والذي لم يكن واضحا ومتسقا بما يكفي مع موقف المغرب".
وأضاف الخبير الفرنسي الذي يدرس الجيوسياسية في الجامعة الكاثوليكية في ليل: " من خلال المضي أبعد مما كان عليه الوضع في عام 2007، يجب أن نشيد بأن الموقف الفرنسي يصطف إلى جانب المئات من البلدان الأخرى التي اعترفت بمغربية الصحراء".