قبل بضعة أشهر، وبالضبط في يناير الماضي، غادر محمد بودريقة المغرب متوجها إلى الإمارات العربية المتحدة، ليتجنب بعدها العودة إلى أرض الوطن بدعوى قضاء فترة نقاهة بعد الخضوع لعملية جراحية على مستوى القلب بلندن، ليتواصل الجدل حول وضعيته القانونية بعد إصدار النيابة العامة مذكرة بحث دولية في حقه، قبل أن يسقط مساء الثلاثاء 17 يوليوز في قبضة أمن مطار مدينة هامبورغ الألمانية.
خرج ولم يعد!
في شهر يناير الماضي غادر محمد بودريقة رئيس فريق الرجاء الرياضي أرض الوطن لمرافقة الفريق الأخضر إلى الإمارات العربية المتحدة، من أجل المشاركة في دوي دولي، ومفاوضة المحتضن الرسمي للفريق البيضاوي لرفع قيمة العقد إلى ملياري سنتيم عوض مليار و300 مليون سنتيم. إلى هنا كانت الأمور تبدو عادية، لكن الوضع تغير بعد تخلف رئيس الرجاء عن رحلة عودة فريقه إلى المغرب، قبل أن يختفي لعدة أيام ويعود للظهور بفيديو من سرير أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن أعلن من خلاله خضوعه لعملية جراحية على مستوى القلب تتطلب فترة طوية من النقاهة.
مذكرة معلقة
بعد العملية الجراحية توجه بودريقة مجددا إلى الإمارات العربية المتحدة وظل يتنقل بينها وبين لبنان وبالضبط الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تتحدر زوجته. تزامنا مع ذلك أصدرت النيابة العامة مذكرة بحث وطنية ثم دولية في حق الرئيس متعدد المناصب بسبب قضايا نزاعات مالية وعقارية، غير أن السلطات الإماراتية لم تقم بتفعيل مذكرة الاعتقال الصادرة في حقه، رغم أن البلد الخليجي الشقيق يحتضن مقرا مركزيا للشرطة الجنائية الدولية "الأنتربول".
حبس وغرامة
يوم 13 مارس 2024 قضت المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء بإدانة محمد بودريقة بسنة حبسا موقوف التنفيذ. وألزمت المحكمة بودريقة، الذي كان يشغل أيضا منصبي رئيس مقاطعة مرس السلطان والأمين العام لمجلس النواب، بأداء غرامة قدرها 232 ألف درهم، في قضية تتعلق بشكيات بدون رصيد. وجاءت عقوبتا الحبس والغرامة بعدما أدانت المحكمة في قضية إصدار شيكين بدون رصيد، بقيمة 73 مليون سنتيم، وآخر بمبلغ 20 مليون سنتيم.
ضريبة الغياب
خسر محمد بودريقة مناصبه المتعددة بسبب طول فترة بقائه خارج المغرب دون مبررات منطقية، ذلك أنه يوم 16 أبريل لم يعد أمينا لمجلس النواب بعدما شغل هذا المنصب خلال النصف الأول من الولاية التشريعية، إذ اختار حزب التجمع الوطني للأحرار تغيير تمثيليته في المجلس، بتعيين مبارك حمية خلفا لرئيس الرجاء. وعلق بودريقة على هذا المستجد بتدوينة فيسبوكية جاء فيها: «عكس ما يتداوله البعض من إقالة أو ما شابه ذلك، فإن انتخاب أعضاء مكتب مجلس النواب الجدد للفترة الثانية من الولاية التشريعية يأتي بعد انتهاء الفترة الأولى التي أشرف فيها على منصب الأمين العام للمجلس».
نهاية الرئاسة
وضعت المحكمة الإدارية يوم الإثنين 5 ماي 2024، نهاية لرئيس مقاطعة مرس السلطان، محمد بودريقة، على رأس هذه الجماعة، بعدما استجابت لطلب وزارة الداخلية القاضي بعزله من منصبه، جراء غيابه عن مهامه منذ أشهر، وذلك تفعيلا لمقتضيات القانون التنظيمي للجماعات 113.14، علما أن عامل عمالة الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء منحه مهلة لاستئناف عمله لكن دون جدوى. وقضت المحكمة في حكم قطعي رقم 561، بـ"معاينة انقطاع محمد بودريقة عن مزاولة مهامه كرئيس لمجلس مقاطعة مرس السلطان، مع ما يترتب على ذلك من آثار قانونية، مع شمول الحكم بالنفاذ المعجل وإبقاء الصائر على المدعي".
مفاجأة بهامبورغ
في حدود الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء المنصرم تم اعتقال محمد بودريقة، رئيس فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم من طرف أمن مطار "هامبورغ" بألمانيا الذي حل به قادما من الإمارات العربية المتحدة، وسط تضارب للأنباء عما إذا كان هذا التوقيف بموجب نشرة حمراء صادرة عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول"، والتي استندت إلى مذكرة توقيف صادرة عن السلطات الأمنية المغربية، أم بموجب مذكرة اعتقال صادرة عن الشرطة الأوروبية "أوروبول" بسبب معاملات مالية مشبوهة فوق التراب الإسباني.
إجراءات التسليم
توصلت السلطات القضائية المغربية منتصف نهار اليوم الخميس 18 يوليوز بإشعار من السلطات القضائية الألمانية، من أجل إعداد ملف طلب تسلم البرلماني ورئيس فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، محمد بودريقة، الذي تم توقيفه في مطار مدينة هامبورغ الألمانية مساء يوم الثلاثاء 16 يوليوز الجاري.
وشرعت النيابة العامة على الفور في تجهيز الملف المطلوب، من أجل تسريع عملية تسلم بودريقة في أقرب وقت ممكن، بعدما سبق أن أصدرت في حقه مذكرة اعتقال دولية، تفاعلت معها منظمة الشركة الجنائية الدولية "الانتربول"، من خلال تعميم "نشرة حمراء" تطلب توقيفه عند وصوله إلى أي من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.
ملفات ثقيلة
حسب مصادر "أحداث أنفو" سيحال بودريقة فور وصوله إلى المغرب في حالة اعتقال على الشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء، من أجل مباشرة البحث التمهيدي معه، قبل عرضه في ظرف 48 ساعة أو 72 ساعة على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع للبت فيما إذا كان سيتابع أمام نفس المحكمة في حال تكييف التهم الموجهة إليه كجنح، أو سيحال على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف "كومناف"، ثم على قاضي التحقيق، في حال تكييف التهم المذكورة كجنايات.
وسيشمل التحقيق مع بودريقة ملفات عديدة، من بينها قضية نصب وتزوير واستعماله تخص نزاعا عقاريا، إلى جانب ملف إصدار شيكات بدون مؤمنة، وملف التلاعب في تذاكر مباريات المنتخب المغربي في مونديال قطر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });