الجريمة الكاملة !

المختار الغزيوي الثلاثاء 09 أبريل 2024
No Image

مهنتنا "زينة…وزادها نور الحمام". 

الذي يقع منذ سنوات عديدة، وليس الآن فقط، في ميدان الصحافة، فعل إجرامي مكتمل الأركان، فيه سبق الإصرار والترصد، وفيه جناية إيذاء الغير، وفيه جنحة إيذاء النفس، وفيه من مقومات الفعلين الجنحي والجنائي كل شيء. 

فيه الأطراف المستفيدة من الجريمة، التي ترتكب الجرائم الأخرى تلو الجرائم، للتغطية على الفعل الأول. 

وفيه المتواطئون من شركاء الجريمة العديدون، أولئك الذين تصفهم أدبيات الصحافة المتخصصة في المحاكم وقضاياها بعبارة "ومن معه". 

فيه شهود الزور طبعا، وما أكثرهم، وغالبيتهم تغير شهادتها في اليوم الواحد عشرات المرات، تبعا للهوى ولرغبات النفس، أو تبعا لمن يدفع أكثر، أو تبعا للأوامر التي تأتي من كل من أمسك عليهم شيئا ما. 

وفيه كذلك شهود لم يروا شيئا، أتباع الزعيم عادل إمام في "شاهد ماشافشي حاجة"، أناس لاعلاقة لهم بالمهنة لا من قريب ولا من بعيد، ولديهم في الأصل مهنهم الخاصة بهم التي لايتقنونها، لكن كل حبهم هو للتطفل على هذا الميدان المسكين، رغم أن له أهلاً وأبناء ومنتمين حقيقيين، دخلوه عن حب واختيار وقناعة، وليس خوفا من إملاق أو فقر، أو بعد أن رسبوا في كل "كونكورات" الكرة الأرضية. 

اليوم، ولأن هذا الفعل الجرمي دام عقودا طويلة، انضافت إليه آفة الأنترنيت، لكي تقضي تماما على كل أمل في فك خيوط الجريمة المرتكبة في حق الصحافة في هذا البلد. 

هذا الدم المغدور تشتت بين القبائل، ولم يعد ممكنا التوصل إلى الفاعل الرئيسي الذي أراقه اليوم الأول. 

ستسجل كل الشكايات التي قد يرفعها أبناء هذا الميدان المقتول ضد مجهول. 

سيكون مآلها الحفظ. 

سيكتب في شاهدة القبر على الضحية "اغتيلت بفعل فاعل لم نتوصل إليه لكثرة المستفيدين من جريمة القتل هاته". 

أما في سيرتها الذاتية، فسيقال على سبيل نعيها الكئيب والمحزن "وجدوها يتيمة ودون سند ولا معيل، فانهالوا عليها بالطعن، ولم يشف غليلهم موتها، بل واصلوا التنكيل بالجثة المشوهة، وسر قيامهم بذلك أنهم مطمئنون ألا أحد سيكترث بها ولابمصيرها". 

ستوصف دوما وأبدا ب X بن X، وستموت كل يوم، حتى بعد موتها، أكثر وأكثر. 

ما الذي يحوز عليها ونحن نعيش أيام "العواشر" هاته؟ 

الترحم، صادقا كان أم منافقا، ثم حكي قصة جريمة القتل هاته على القادمين بعدنا، عسى ألا يظل هذا الدم المغدور مغدورا إلى يوم الدين. 

ما القول بعد كل ماقيل الآن؟ 

التحامل على ألم الحسرة بالأمل، وتمني العيد السعيد للجميع، رغم كل شيء. 

كل العام وأنتم بخير، أو هذا مانتمناه للجميع على الأقل.