من أين لكم هذا؟!

المختار الغزيوي الجمعة 05 أبريل 2024
No Image

هل يمكن أن نعرف كم يصل إلى الحسابات البنكية لبعض أدعياء النضال عبر الأنترنيت مقابل هذا النضال؟ 

هل نحلم يوما بأن نسمعهم يتحدثون بوضوح كامل، وشفافية مشابهة في الكمال، عن المداخيل التي تصلهم باعتبارها عائدات الكلام الكبير جدا حد الصغر الذي يسجلونه في "لايفاتهم"، و فيديوهاتهم المصابة بإسهال عدم التوقف؟ 

نعرف نحن في (الصحافة التقليدية) كم نتقاضى بالدرهم والريال والسنتيم. بل بعرف حتى الغرباء عن مهنتنا، والأجانب البعيدون عن عوالمها، كم كانت الجرائد المغربية مثلا تتقاضى في الدعم العمومي في شكله السابق. ويعرف هؤلاء الغرباء و "البصاصون" أيضا ماتتقاضاه هاته الصحافة منذ أزمة كورونا للبقاء على قيد الحياة، للنجاة من الموت ومن شبح الإقفال. 

ويمكنك بكل سهولة أن تجد راتبك، وأنت صحافي منذ سنوات عديدة في هاته الجريدة أو في هاته القناة التلفزيونية أو الإذاعية أو الرقمية، منشورا على العموم في فيسبوك أو تويتر، يناقشه الجميع كما لو كانوا يناقشون راتب مسؤول عمومي. 

لكنك قطعا لن تجد أثرا لمداخيل أصحاب "الهضرة الغليضة" في الأنترنيت. 

هم وحدهم، ومعهم من يهمهم الأمر، يعرفون بالتحديد قدر المال الذي يدخل كل شهر، وهو مال يسلم من الضرائب، ولا تتبعه أي واجبات من تلك التي تتبع أصحاب المال (المتبوع) أي المعلن قانونيا ورسميا وبالأوراق والحجج والأدلة، والذي يناقشه العوام بكل أريحية ودون إشكال. 

وحدها تمظهرات التقدم المادي على "المتحدثين عبر الأنترنيت"، تكشف حجم هاته المداخيل وأهميتها. فيما عدا ذلك لاوضوح إطلاقا من طرف هؤلاء ولاشفافية. 

هم يكتفون فقط، كلما حشروا في "كورنر" هذا السؤال بقلب الآية، وسلك خطة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، ويشرعون في الحديث المفضوح الدواعي والمرامي عن الدعم الموجه للصحافة التقليدية، ويخلطونه بتوابل من الافتراء وخلطات الكذب، التي تروق الجموع ويهربون.

ومع ذلك سيضطرون ذات يوم للرد بوضوح، عن كمية المداخيل، عن مصادرها الحقيقية، عن الالتباس الموجود بين الدعم الودي، والآخر الذي يدخل في إطار bon de commande ، والثالث الذي يحمل بوضوح فادح وفاضح مسمى "الرشوة"، ثم عن الدخل الرابع الخطير الناتج عن ملفات الابتزاز، الذي يقوم على "التشيار" في الفيديوهات ببعض معلومات توصل الرسالة إلى الهدف أنه مستهدف، وبعدها "هو وشطارتو"، فإن مر إلى الصندوق la caisse، فإن مريضنا سليم و "ماعندو باس"، وإن رغب في لعب دور من لم يفهم،  وجد نفسه "منشورا" في اللايفات والفيديوهات ينهش عرضه وسمعته من يعرف ومن هم مجهولون. 

المهم، وبمناسبة ماوقع مؤخرا، يفرحنا حقا أن نخبر هذه "العمالة الجديدة"، أي هاته اليد العاملة التي بنت حياتها على هذا النوع من المداخيل أن مفاجآت سارة هي قادمة في الطريق. 

سارة للرأي العام الذي يستحق معرفة حقيقة كل واحد يتحدث باسمه. وطبعا هي مفاجآت محزنة، بل مفجعة للقبيلة التي يسميها المغاربة "تريكت كبسوا كبسوا"، في كل مجالات التعري في الأنترنيت، من العري الجسدي واللفظي والمعرفي والأخلاقي، حتى العري السياسي، أو عري المعارضة بالفيديوهات…ومن يعش…ير، وكل ليلة قدر وأنتم إلى الله أقرب.