الإنسان الرقمي في مرايا الحداثة .. كتاب يتناول تداعيات الطفرة الرقمية ومخاطرها المستقبلية

بنزين سكينة الخميس 04 أبريل 2024

 

صدر حديثا عن دار أكورا AGORA للنشر والتوزيع، كتاب "الإنسان الرقمي في مرايا الحداثة"، للأكاديمي الدكتور عبد الرحمان إكيدر، الذي يتضمن ترجمة 17 مقالا لأبرز المفكرين والباحثين المعاصرين، حول موضوع الطفرة الرقمية وتداعياتها كموضوع يتسم بالراهنية، بعد أن تجرد الانسان الرقمي من إنسانيته وأصبح يبتعد يوما بعد يوم من المشترك، وتراجع النفس الاجتماعي والقيمي، وتزايد الفتور في علاقاته الاجتماعية.

ويستعرض الكتاب وجهات نظر مختلفة، تنطلق مما هو نفسي و اجتماعي وفلسفي وأدبي، بتشريح الظاهرة الرقمية التي تسببت في تراجع الدفء الأسري، واتساع الهوة في علاقة الآباء مع أبنائهم، بعد اقتلاع الكائن الرقمي من عالم الإنسان إلى عالم الأشياء والأرقام واستغلاله في دائرة الإنتاج والتسويق، ليتحول إلى كائن استهلاكي بامتياز بعد الطفرة الرقمية التي أججتها الهواتف الذكية ، ويسعى الكتاب إلى تقديم مقترحات لتجاوز مفارقات الحداثة، مع دعوة الإنسان الرقمي إلى العودة إلى إنسانيته قبل الانسلاخ عنها كليا، بعد أن وصلت تداعيات الرقمنة قيم مرتبطة بالتكافل والضيافة والخصوصية والاختلاف، والاستقرار ...

ويستعرض الكتاب جملة من مخاطر المستقبل التي ظهرت نواتها الآن، مثل انتزاع الخصوصية، وتزايد الإرهاب الرقمي، وتناقص فرص الشغل، والإدمان الرقمي،وعبثية العيش وفقدان المعني لانقسام الناس بين الواقع وضغط المثالية الرقمية، مع استفحال الشعور بالإخفاق والملل والقلق والإكتئاب والخوف من الغد ... وغيرها من الضغوط التي تزداد شدتها تحت الأزمات الخانقة التي تعيشها المجتمعات على المستوى الصحي والمناخي والسياسي وظروف المعيشة الصعبة، الهيمنة المادية.

هذه التعقيدات التي تحولت لضغط يطحن الكائن الرقمي المستلب، جعلت الحاجة ملحة لإعادة استحضار عدد من القيم المسعفة على تخفيف هذا الضغط الافتراضي الرهيب، من خلال الدعوة لابتكار نموذج للحميمية يراعي الاحترام والتواصل، والتعايش وقبول الاختلاف.