حمضي ينبه: المغرب يسجل يوميا 96 إصابة بالسل و 9 وفيات

سكينة بنزين الأربعاء 27 مارس 2024
No Image

كشف الدكتور طيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن السل في المغرب يصيب حوالي 100 شخص كل يوم، ويودي بحياة 9 أشخاص يوميا، مع تسجيل تراجل معدلات الإصابة بالسل سنويا ببطء شديد، في الوقت الذي يشكل السل خارج الرئتين نصف الحالات، ما يحيل على نسبة عالية جدا.
وأوضح حمضي في ورقة توصل بها موقع :أحداث أنفو"، أن السكان الأكثر تضررا بالسل، هم سكان الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الفقيرة المحيطة بالمدن، مشيرا أن 15 في المائة من حالات داء السل لا يتم اكتشافها وتشخيصها سنويا، كما لا يتم تشخيص الحالات المقاوم للأدوية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تفاقم معضلة السل.

مجانية الكشف

ولتحسين الفحص والعلاج والتشخيص الدقيق لحالات السل والحد منها، أو حتى القضاء على المرض، أكد حمضي على ضرورة توسيع نطاق الفحص والتشخيص المبكر، و إدارة الحالات المخالطة والأشخاص المعرضين للخطر، مع توسيع العلاج الوقائي و تسهيل الوصول إلى الرعاية من خلال تقنيات التشخيص الجديدة والسريعة، إضافة إلى تعميم الفحوصات المجانية للكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية، مؤكدا أن توفير العلاج للمريض يساهم في سلامة المجتمع ككل.
وبما أن السل يعرف انتشارا كبيرا في المناطق الفقيرة، سلط حمضي الضوء على عدد من المحددات الاجتماعية التي تتطلب تدبيرا خاصا، مثل مواجهة الفقر و ظروف السكن، الغذاء الكافي، التدخين، مستوى المعيشة، الحالة المناعية، الامراض المزمنة كالسكري وغيرها من العوامل.

الذكور أكثر إصابة

على الرغم من المجهودات المبذولة، لا يزال داء السل يمثل مشكلة مقلقة للصحة العامة بالمملكة كما العديد من دول العالم، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن المغرب يسجل يوميا 96 حالة إصابة بالسل، وكدا تسع وفيات يوميا. وتقدر أن المغرب عرف سنة 2021 ما مجموعه 35 ألف حالة جديدة او انتكاسة (بمعدل حدوث 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة)، وقدرت الوفيات ب 3300 وفاة.

يموت واحد من كل 10 مرضى السل في المغرب، وواحد من كل خمسة مرضى السل المصابين أيضا بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نفس الوقت، وقد تم تسجيل انخفاض في نسبة تراجع الإصابة بالسل بشكل بطيء جدا، حيث لم ينخفض الداء إلا بنسبة 1٪ في السنة بين عامي 2015 و2021، مما يعيق الحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول عام 2030 وفقا للأهداف المحددة دوليا.

و يصيب داء السل الذكور بنسبة 59٪ مقابل 41٪ بين الإناث (من الحالات المبلغ عنها) أي امرأتين مقابل كل ثلاث رجال، وتعد الفئة العمرية ما بين 25 إلى 34 سنة، الأكثر تضررا، خاصة داخل الأحياء المكتظة والأحياء المحيطة بالمدن، وتسجل جهات طنجة تطوان الحسيمة، الرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء سطات، أكثر الإصابات.

معدل كتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين: 85٪. (أي أن 15٪ من المصابين أو واحد من 6 أشخاص هم مصابون بداء السل دون أن يتم تشخيص مرضهم). بينما يصل معدل الشفاء إلى 88 ٪، على الرغم من كون ثلثا حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصهم، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية.

الحليب ومشتقاته

ومن مشاكل الانتقال التي لا يتم الانتباه لها، انتقال داء السل الحيواني من خلال الحليب ومشتقاته، ما يتطلب استحضار عدد من الإجراءات لمواجهة تحديات انتشار الداء، مثل تحسين معدل الكشف والتغطية العلاجية لمرض السل وتحسين معدلات الشفاء من خلال التوسع في استخدام اختبارات التشخيص السريع ، و التقليل من نسب عدد المرضى الذين ينقطعون عن العلاج بسبب الآثار الجانبية للأدوية.

ودعا حمضي إلى تعميم مجانية الأشعة والتحاليل المرتبطة بالكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية، خاصة أن المرض ينتشر بين صفوف الفئات الأكثر هشاشة، مع ضمان العلاج الوقائي لدى الأشخاص المعرضين للخطر، وتحسين إدارة مرض السل لدى الشباب والأطفال.

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ربع سكان العالم قد أصيبوا ببكتيريا السل، لكن الجرثومة خامدة عند معظمهم، وحوالي خمسة إلى عشرة في المائة منهم سيصابون في نهاية المطاف بالأعراض ويصابون بالسل، حيث عرفت سنة 2022 إصابة نحو 10.6 مليون شخص بالسل، ووفاة 1.3 مليون شخص، في الوقت الذي تم إنقاذ حياة 75 مليون شخص من الموت بعد خضوعهم للعلاج منذ سنة 2000، وتواجه أسرة واحدة تقريبا من كل أسرتين متضررتين من السل، تكاليف إجمالية كارثية تتجاوز 20٪ من إجمالي دخل الأسرة، في الوقت الذي يرتفع خطر الإصابة 16 مرة بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، كما أن الأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة أو سوء التغذية أو مرض السكري ، أو الأشخاص الذين يتعاطون التبغ أو الكحول، يشكلون الفئة الأكثر عرضة للمرض.