قال ان روايتهن في السنن أكثر حجية.. الندوي يوثق لجهود 10 الاف امرأة في حفظ الحديث النبوي

سكينة بنزين الاثنين 25 مارس 2024

بعيدا عن النظرة الاقصائية للمرأة، وعن حالة الجحود التي تقابل بها الجهود النسائية في الجانب العلمي، سلط الدكتور المحدث الهندي، محمد أكرم الندوي، مدير معهد الإسلام بأوكسفورد، الضوء على إسهام المرأة في نشر العلوم الإنسانية، وذلك في إطار الأنشطة الموازية للدروس الحسنية، انسجاما مع حضور المرأة العالمة في المجالس العلمية أمام جلالة الملك، بعيدا عن كل تمييز أو همينة أو قراءة ذكورية في المجال الديني.

الشيخ الندوي أشار في ندوة من تنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أنه خصص 15 عاما للبحث في إسهام النساء العلمي، ليتوج هذا المجهود بعمل يضم 43 مجلدا، يتناول ترجمة 10 آلاف امرأة في حفظ علم الحديث، مع التأكيد أن هناك أسماء نسائية أخرى كانت مشهورة في علوم القرآن والفقه والأدب والشعر والطب، علم الفلك، التصوف.. مشيرا أنه ينوي إضافة 2000 اسما آخر لهذا العمل، ما يعكس تاريخا ثريا يستحق العناية.

وعبر الشيخ عن استغرابه من التناقض الصارخ بين مكانة النساء العالمات في التاريخ، وتهميشهن خلال التوثيق، ما سمح بصياغة صورة مسيئة للمرأة تعكس ثقافات عدد من البلدان تجاه المرأة، أو حساسيات ذكورية لا علاقة لها بالدين، وصلت حد منع النساء من حضور المساجد، في الوقت الذي كانت هناك عالمات يقمن دروسهن في المسجد النبوي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى، بحضور كبار العلماء، والقضاء،والمحدثين.

وفي مجهود جبار، تمكن الشيخ الندوي من تتبع مواطن ذكر النساء داخل تراجم العلماء الرجال، حيث لم يكن العلماء والمحدثين يتحرجون من ذكر شيخاتهم من النساء، حيث أشار لذلك ابن رشيد السبطي المغربي، والبخاري، ومؤلف تاريخ دمشق، وغيرهم ممن كانوا يشيرون أن محدثة مثل أم الدرداء، كان يحضر لمجلسها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، في الوقت الذي أشار البخاري أن أحد شيوخه كان يروي عن 70 امرأة في البصرة، ما يعكس انتشار العلم بين صفوف النساء، مشيرا أن الرجال اعتمدوا في ربع الأحكام على أحاديث النساء، مع وجود أحكام مذهبية بنيت على رواية النساء، كما هو الحال في المذهب الحنفي الذي يخالف كل المذاهب حول تحديد عدد الركات قبل الظهر في أربع، معتبرين أن روايات النساء في السنن أكثر حجية.

وأشار الشيخ إلى جهود النساء في حفظ أهم الكتب الإسلامية، كما هو الحال لصحيح البخاري الذي تنسب أصح نسخة منه في العالم، إلى الحافظة "كريمة المروزية" ، كما أن فاطمة بنت سعد الخير ذات الأصول الأندلسية، كان لها الفضل إلى إحياء علم الحديث بمصر، أم الكاساني في المذهب الحنفي، فعرف بسؤال زوجته عن كل مسألة أشكلت عليه قبل أن يجيب تلاميذته، بل إن أهم فتاويه كانت تخرج بتوقيعه وتوقيع زوجته وشقيقاته العالمات، في الوقت الذي كانت الشيخة أمه الله الدهلوية، ابنة عالم الهند عبد الغني الدهلوي، راوية عن أقوى سلسلة من الرواة ، وكان الشيخ المغربي، عبد الرحمان الكتاني بفاس، آخر من روى عنها، وقد كانت معروفة بشدة حفظها وحرصها على التدقيق قبل أن تجيز أي طالب علم.