نفحات رمضانية تسلط الضوء على دور المغاربة في اكتشاف البرازيل

سكينة بنزين الاحد 17 مارس 2024

سلطت سلسلة نفحات رمضانية، التي أطلقتها الإيسيسكو، الضوء على بصمة المسلمين عموما والمغاربة خاصة بالبرازيل، حيث استحضر الدكتور الصادق العثماني، مدير الشؤون الدينية في اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، ما وثقته الباحثة الإسبانية إيزابيل ألفيريس دوتوليدو، في كتابها "من إفريقيا إلى أمريكا"، التي أشارت أن مؤسس دولة المرابطين الشيخ عبد الله بن ياسين المالكي، عبر المحيط الأطلسي ووصل الى شمال البرازيل، ونشر الإسلام والمذهب المالكي مع أتباعه فيها وقام ببناء أكثر من مسجد لازال بعضها حاضرا بولاية باهيا التي تعتبر في التاريخ الرسمي للبرازيل، عاصمة المسلمين الأوائل.

الوثائق التي استحضرها الدكتور العثماني، تؤكد على البصمة المغربية الإفريقية بالبرازيل، ما يفسر قوة العلاقات التاريخية بين المملكة والبرازيل منذ أزيد من 500 سنة، بل إن الوثائق البرازيلية تشير أن وجود المغاربة والافارقة بالبرازيل تعود إلى فجر اكتشاف القارة الامريكية ، عندما رست سفينة كابرال على ساحل البرازيل الذي كان رفقته بحارة من الاندلس أمثال شهاب الدين بن ماجد وموسى بن ساطع، في الوقت الذي أشار المؤرخ البرازيلي الشهير "جواكين هيبرو" في إحدى محاضراته بالخمسينات، أن المغاربة زاروا البرازيل واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها، بل إن البحارة المسلمين المتفقوين في الملاحة وصناعة السفن، كانوا سندا للبرتغاليين لاكتشاف المنطقة.

وأكد العثماني أن عددا من الأقلام البرازيلية تؤكد على مساهمة المغاربة والعرب في تكوين الإنسان البرازيلي، ما يجعل منهم جزء لا يتجزأ من القومية البرازيلية بعد تقوية عملية الاختلاط العرقي، وقد مكن تواجد حرفيين وخياطين ونجارين ومزارعين مغاربة وعرب، من ترك بصمة في المعمار و الأزياء و المطبخ البرازيلي، وهو ما يجعل من طبق كالكسكس حاضرا في منطقة باهيا، إلى جانب شوارع تحمل اسم شارع القديس محمد، والقديسة فاطمة، ومظاهر أبواب وأرصفة حجرية، ونوافذ ونافورات تحمل بصمة مدن كفاس وتطوان والأندلس، كما تزخر مكتبات البرازيل بمخطوطات ومصحف بالخط المغربي برواية ورش.