وصال رضا.. متطوعة دؤوبة في خدمة تمكين الفتيات والنساء القرويات

أحداث.أنفو الجمعة 08 مارس 2024
No Image

"نحن جميعا بحاجة إلى فرصة ثانية، لكن البعض لا ينال حتى حظه في فرصة أولى"، هكذا اختارت وصال رضا، شابة تبلغ من العمر 23 سنة، التعبير عن دوافع انخراطها الحثيث، في تمكين الفتيات بالأوساط القروية، والمساهمة في تعبيد الطريق أمامهن. بصفتها منسقة جهوية لمركز استراتيجيات الشباب (YPC)، وهو مركز مغربي للتفكير والعمل، يروم إشراك الشباب في عملية تدبير الشأن العام، وتعزيز آفاقهم الاقتصادية،

شاركت هذه الشابة المنحدرة من مدينة الدار البيضاء، في مجموعة من البرامج التطوعية، التي تهم إعادة تأهيل المدارس، والتزويد بالماء الصالح للشرب، لفائدة على الخصوص ساكنة المناطق القروية.

وللقيام بذلك، لا تتردد هذه الشابة الطموحة، خريجة مدرسة علوم المعلومات، في ربط علاقات وطيدة مع الفاعلين المحليين بالمناطق المستهدفة، عبر رحلاتها الاستكشافية المنتظمة، بما يضمن تعاونا ناجعا بين جميع الأطراف، وبالتالي إنزالا ناجحا ونتائج ملموسة للبرامج التي يتم تنفيذها.

ومما لاشك فيه، فإن هذه العلاقات التي تمكنت من ربطها مع الساكنة، بفضل تفانيها، وقدرتها على الاستماع وتواضعها، تعد إحدى مميزات عمل وصال رضا، مما يمكنها من فهم إكراهاتهم اللوجستية والاجتماعية والثقافية، وتطوير حلول مناسبة تساهم في نجاح المشاريع.

ومن بين المستفيدين من هذه البرامج التي تشرف عليها، يوجد العديد من الفتيات المنحدرات من العالم القروي (ضواحي زاكورة، دمنات، سيدي سليمان، أزيلال وغيرها)، اللواتي كن مجبرات على الانقطاع عن الدراسة لعدم توفر مؤسسات السلك الثانوي الإعدادي بالقرب من القرى التي يعشن بها، لكنهن، بعد سنوات قليلة، وبفضل عدة مشاريع بمبادرة من وصال رضا بشراكة مع جهات فاعلة أخرى، أتيحت لهن إمكانية اغتنام الفرصة الثانية، واستئناف مسارهن الدراسي من جديد. في هذا السياق،

ساهمت الشابة وصال، من خلال البرنامج الدولي لدعم المقاولات القروية، في تحسين مستوى التنمية الاقتصادية في أكثر من 50 جماعة قروية، مع أكثر من 1100 مستفيد مباشر. وتشكل النساء و الشابات 80 في المائة من هؤلاء المستفيدين التمكين الاقتصادي، و ذلك من خلال إدماجهن في ريادة الأعمال، مع توفير المواكبة القانونية والدعم اللوجستي والمالي لمشاريعهن الواعدة بقيمة تصل إلى 20 ألف درهم لكل مشروع. وتتنوع أشكال المشاريع المنجزة، والتي تشمل مشروع متعلق باستخدام مخلفات الزيتون لتصنيع منتجات صديقة للبيئة، وآخر متعلق بتثمين النباتات البرية، وغيرها من المشاريع الطموحة التي تسعى إلى تحفيز الاقتصاد المحلي.

وأتاحت هذه المشاريع، المصحوبة بمواكبة مستمرة وشراكات استراتيجية، لوصال رضا، فرصة الحصول على جائزة قادة مستقبل أفريقيا السنوية، التي أقيمت مؤخرا في لاغوس بنيجيريا، وهي جائزة تكرم المبادرات الاستثنائية التي تساهم في تنمية المجتمعات الإفريقية. علاوة على ذلك، تم تخليد هذا العمل في فيلم وثائقي بعنوان (قصة أحلام وأقدار) "A tale of dreams and destinies"، يسلط الضوء على الرحلات الملهمة لرواد الأعمال في القرى، والتحديات التي يواجهونها، فضلا عن التأثير العميق والتحول الكبير الذي أحدثته مبادراتهم. وفي ما يخص طموحاتها المستقبلية، تقول وصال التي كانت خلال فترة دراستها الجامعية، عضوا نشطا في العديد من الجمعيات الطلابية، التي تركز على تنمية المجتمع، وتمكين الشباب والمرأة،

فضلا عن القضايا الاجتماعية والبيئية، إنها تطمح لمواصلة المساهمة في التنمية على المستوى الدولي أو داخل المنظمات غير الربحية، من أجل "إحداث تأثير إيجابي على نطاق عالمي". فهذه الشابة المثابرة تسعى لتسليط الضوء على مشاريع جديدة داخل مركز استراتيجيات الشباب، ولا سيما مشروع إدراج الشباب في إصلاحات القانون العادل بين الجنسين "Youth Inclusion in Gender Just Law Reforms"، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع المركز الدنماركي للأبحاث حول النساء والنوع الاجتماعي (كفينفو)، والذي يروم زيادة مشاركة الشباب في تطوير القوانين لصالح المساواة، وتعزيز العدالة بين الجنسين. وأشارت إلى أن مركز استراتيجيات الشباب، يعمل أيضا على إطلاق أكاديمية القيادة السياسية، بشراكة مع مجلس الشباب الدنماركي، مبرزة أن هذه الأكاديمية ستوفر تكوين متعمق للشباب المغاربة للترشح للانتخابات المقبلة". هو إذا تحد جديد ترفعه هذه الشابة، التي تحذوها الرغبة القوية في المساهمة في بناء عالم أفضل وأكثر عدالة للجميع.